ثقافة

رحيل "غول" أغنية المالوف أحمد عوابدية

قسنطينة تفقد أحد حراس ذاكرتها الفنية.

  • 1020
  • 1:16 دقيقة
الصورة: ح.م
الصورة: ح.م

خيّم الحزن العميق على مدينة الجسور المعلقة والساحة الفنية الجزائرية، منذ حوالي ساعة، بعد الإعلان عن وفاة الشيخ أحمد عوابدية، أحد أبرز رموز وعرابي فن المالوف الأصيل في قسنطينة، والذي وافته المنية، اليوم الخميس، عن عمر ناهز60 سنة، عقب مرض عضال ألزمه المستشفى مؤخرا.

 بفقدانه، تفقد قسنطينة ليس مجرد فنان، بل تفقد حارس الذاكرة الفنية والقامة التي ظلت تدافع عن نقاء المالوف من شوائب "المنطق التجاري" والعبث. لطالما كان ينظر إلى عوابدية، الملقب بـ"الغول"، لجودة فنه وقوته، على أنه المرجع الأصيل الذي لا يساوم على ضوابط هذا الفن العريق.

 لقد كرس الراحل عقودا من حياته لخدمة المالوف القسنطيني، مجاهدا من أجل بقاء هيكله الموسيقي واللغوي سليما، إذ كان يرى في المالوف "موسيقى عربية محضة" تتطلب من مؤديها أخلاقا عالية وإتقانا للغة العربية ومخارج الحروف، محذرا دائما من محاولات التسطيح أو التشويه التي تهدد هذا الموروث.

 وقد خلف الشيخ عوابدية مكتبة سمعية غنية تشهد على فنه الراقي، من بينها قطع خالدة أعادها بصوته الشجي ما أضاف لها لمسة خاصة مثل "ظالمة" و"زادني هواك غرام" و"يا لايم".

 لقد رحل الشيخ أحمد عوابدية جسدا، لكن صوته الأصيل سيبقى يتردد صداه في قصائد "المألوف"، ليظل شاهدا على عصره الفني الذهبي، ويبقى إرثه بمثابة خارطة طريق إجبارية لجيل الشباب الراغب في حمل مشعل المالوف، للتفريق بين الأصالة وبين ما أسماه الفقيد "الادعاء الفني".

 للإشارة، قام والي ولاية قسنطينة، السيد عبد الخالق صيودة، صباح اليوم الخميس 04 ديسمبر 2025، بزيارة اطمئنان للفنان المرحوم الشيخ أحمد عوابدية بالمستشفى العسكري، حيث تكفل بنقله يوم أمس لمتابعة وضعه الصحي بعد عودته من خارج الوطن، وللأسف الشديد دون إجراء التدخل الجراحي.