العالم

الاحتلال يستخدم الهدنة كغطاء لمواصلة الإبادة في غزة

وزارة الصحة في قطاع غزة، أعلنت، أول أمس، ارتفاع حصيلة ضحايا حرب الإبادة الصهيونية منذ أكتوبر 2023 على غزة إلى 70 ألفا و103 شهداء.

  • 288
  • 3:54 دقيقة
الصورة: ح.م
الصورة: ح.م

شن جيش الاحتلال الصهيوني، أمس، قصفا بالقذائف المدفعية وأطلق النار بكثافة من مروحياته على المناطق الشرقية لمدينتي رفح وخان يونس جنوبي قطاع غزة، خلّف ما يعرف باسم "الخط الأصفر"، بينما أطلقت قواته النار على شاب فلسطيني في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة، الواقع خارج المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال، في خرق صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار.

في استمرار للخروقات الصارخة لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، استهدف جيش الاحتلال الصهيوني، أمس، شابا فلسطينيا في حي الزيتون بمدينة غزة، وهو حي يقع خارج المناطق التي يحتلها في القطاع، حيث أعلنت مصادر طبية في مدينة غزة، عن شهيد جديد برصاص طائرة مسيرة صهيونية من طراز كواد كابتر شرقي حي الزيتون، جنوب شرقي مدينة غزة، على الرغم من أن المكان المستهدف يقع ضمن المنطقة التي انسحبت منها قوات الاحتلال بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية.

ويأتي الاعتداء الصهيوني الجديد، في وقت يواصل جيش الاحتلال قصف المناطق الشرقية لمدينتي رفح وخان يونس جنوبي قطاع غزة، بالقذائف المدفعية وأطلق النار بكثافة من مروحياته، حيث أكد شهود عيان، أن آليات مدفعية قصفت بشكل مكثف مناطق شرقي مدينة رفح، وشوهدت أعمدة دخان تتصاعد من المواقع المستهدفة، كما ذكر الشهود بأن طائرات مروحية أطلقت النار على مناطق شرق مدينة خان يونس بشكل كثيف.

وأفادت وسائل إعلام محلية، بأن آليات الاحتلال أطلقت الرصاص تجاه خيام النازحين في محيط الحي النمساوي غربي مدينة خان يونس، كما ذكرت أن طيران الاحتلال شن غارة على شرقي حي التفاح شرقي مدينة غزة وسط القطاع.

وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة، أعلنت، أول أمس، ارتفاع حصيلة ضحايا حرب الإبادة الصهيونية منذ أكتوبر 2023 على غزة إلى 70 ألفا و103 شهداء، و170 ألفا و985 مصابا، وبلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر الماضي 356 شهيدا و908 مصابين، وجرى انتشال 607 جثامين، وفق المصدر ذاته.

ومنذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ بعد أكثر من عامين على اندلاع حرب الإبادة الجماعية على أهالي قطاع غزة، يقوم جيش الاحتلال يوميا بخرق الاتفاق وشن هجمات على مناطق مختلفة من القطاع، في حين يعاني السكان من أزمة إنسانية خانقة جراء الدمار الواسع الذي خلّفه الإجرام الصهيوني.

وفي السياق، أكدت منظمة العفو الدولية، أن الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة، لا تزال مستمرة دون هوادة، على الرغم من إعلان وقف إطلاق النار، حيث قالت المنظمة في إحاطة رسمية، أمس، إن مرور أكثر من شهر على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع أسرى الاحتلال الأحياء، لم يوقف الجرائم الصهيونية في القطاع، من خلال فرض ظروف معيشية متعمدة تهدف إلى تدمير الفلسطينيين جسديا.

وقالت الأمينة العامة للمنظمة، أنييس كالامارد: "إن وقف إطلاق النار ينذر بعودة الحياة في غزة إلى طبيعتها، بينما قلصت السلطات وقوات الاحتلال نطاق هجماتها وسمحت بدخول كميات محدودة من المساعدات الإنسانية، يجب ألا ينخدع العالم، الإبادة الجماعية لم تنتهِ بعد"، مضيفة أنه من الخطير أن يعتقد العالم أن الحياة في غزة تعود إلى طبيعتها في حين أن التهديد مستمر والقيود المفروضة على السكان لم تلغ.

وكانت دراسة موسعة للمنظمة، أعلنت أن الاحتلال الصهيوني ارتكب ثلاثة أفعال محظورة بقصد محدد لتدمير الفلسطينيين في غزة، تشمل القتل والتسبب في أضرار جسدية أو عقلية خطيرة، وفرض ظروف معيشية متعمدة تهدف إلى تدميرهم جسديا.

وأوضحت كالامارد أنه رغم انخفاض حجم الهجمات وبعض التحسن المحدود، لم يحدث أي تغيير ملموس في الظروف التي يفرضها الاحتلال على الفلسطينيين في غزة، ولا يوجد دليل يشير إلى أي تعديل في نواياها. وأضافت أن "الاحتلال ألحق ضررا بالغا بالفلسطينيين من خلال إبادة جماعية، بما في ذلك عامين من القصف المتواصل والتجويع الممنهج المتعمد، ولا يوجد أي مؤشر على اتخاذ إجراءات جدية لعكس أثر جرائمها المميتة".

وشددت المتحدثة على أن الكيان الصهيوني يواصل سياساته القاسية وتقييد الوصول إلى المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية وفرض شروط متعمدة تهدف إلى تدمير الفلسطينيين جسديا، محذرة من أن الظروف الحالية لا تزال تحمل احتمالية حقيقية لتدميرهم، خاصة في ظل تفشي الأمراض بعد سنوات من الحصار غير القانوني وأشهر من الحصار الشامل هذا العام، ما أدى إلى خلق ظروف تؤدي إلى موت بطيء نتيجة نقص الغذاء والماء والمأوى والملابس وخدمات الصرف الصحي.

ونبهت المنظمة إلى استمرار التهجير الممنهج للفلسطينيين من أراضيهم الخصبة، حيث يسيطر جيش الاحتلال على نحو 54-58 بالمئة من مساحة القطاع، بينما يعيش الفلسطينيون في أقل من نصف مساحة غزة في مناطق أقل قدرة على دعم الحياة، مع استمرار القيود على المساعدات الإنسانية.

ودعت المنظمة قادة العالم لإثبات التزامهم بواجبهم في منع الإبادة الجماعية وإنهاء الإفلات من العقاب الذي غذى عقودًا من الجرائم الصهيونية، وطلبت وقف جميع عمليات نقل الأسلحة إلى الاحتلال حتى يوقف جرائمه والسماح لمراقبي حقوق الإنسان والصحفيين بالوصول إلى غزة لضمان شفافية التقارير.

وشددت كالامارد على ضرورة ألا يصبح وقف إطلاق النار ستارا للإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، التي خلفت أكثر من 240 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين معظمهم أطفال، فضلا عن الدمار الشامل ومحو معظم مدن القطاع ومناطقه من على الخريطة.