العالم

مشادة حادة بين ترامب ونظيره الجنوب إفريقي

ويتهم مسؤولون في جنوب إفريقيا الإدارة الأمريكية باستخدام ادعاءات من البيض الأفريكانيين لتقويض قضية البلاد ضد "إسرائيل" في محكمة العدل الدولية.

  • 10725
  • 1:57 دقيقة
صورة: ح.م
صورة: ح.م

واصل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خرجاته الغريبة عندما فاجأ نظيره الجنوب إفريقي، سيريل رامافوزا، في البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، موجها له اتهامات بخصوص ما اعتبرها "إبادة جماعية ضد البيض".

وكان الاجتماع في المكتب البيضاوي هادئا إلى حد كبير ومليئا بالمجاملات المتبادلة بين ترامب ورامافوزا، حتى سُئل الرئيس الأمريكي عما يتطلبه الأمر حتى يقتنع بأنه لا تحدث أي "إبادة جماعية".

وهنا وجه ترامب موظفيه لتشغيل مقطع فيديو، تضمن لقطات لجوليوس ماليما، زعيم حزب "المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية"، يدلي بتصريحات تدعم الاتهامات الأمريكية بتعرض مزارعين بيض للإبادة، كما سلم رامافوزا وثائق تتعلق -فيما يبدو-  بتلك الاتهامات.

وبدا رامافوزا هادئا وهو يرد على الاتهامات، وقال لترامب إن ماليما، رغم كونه عضوا في برلمان بلاده، لا يمتلك أي سلطة ولا يشكل جزءا من الحكومة.

وقال رامافوزا: "لدينا ديمقراطية متعددة الأحزاب في جنوب إفريقيا تتيح للناس التعبير عن أنفسهم، وتتيح للأحزاب السياسية إتباع سياسات مختلفة، وفي كثير من الحالات، أو في بعض الحالات، لا تتماشى هذه السياسات مع سياسة الحكومة، سياسة حكومتنا تعارض تماما ما كان يقوله، حتى في البرلمان، وهم حزب أقلية صغير يُسمح له بالوجود بموجب دستورنا".

وتابع: "هل تدري السيد الرئيس أين التقط هذا الفيديو؟ لأنني لم أره من قبل"، فأجاب ترامب: "لا أعلم".

وخلال عرض الفيديوهات، كان رئيس جنوب إفريقيا ومرافقوه يبتسمون من حين لآخر.

وردا على الادعاءات بأن السلطات في جنوب إفريقيا تصادر بشكل تعسفي أراضي المواطنين البيض، قال رامافوزا إن دستور البلاد يضمن ويحمي ملكية الأراضي كما يحمي جميع المواطنين.

وأضاف أن ضحايا الجرائم التي تحدث في جنوب إفريقيا ليسوا من البيض فقط.

وهذه الاتهامات ليست الأولى إذ سبق لجنوب إفريقيا أن رفضت تصريحات مشابهة لترامب، ويتهم مسؤولون في جنوب إفريقيا الإدارة الأمريكية باستخدام ادعاءات من البيض الأفريكانيين لتقويض قضية البلاد ضد "إسرائيل" في محكمة العدل الدولية.

للإشارة يدعى البيض الأفريكانيون، وهم أحفاد الأوروبيين الذين وصلوا إلى البلاد منذ قرون، أنهم حُرموا من الوظائف وأصبحوا أهدافا للعنف بسبب عرقهم وهي ادعاءات تصاعدت بعد تشريع جديد ينظم مصادرة الممتلكات.

من خلال زيارته إلى واشنطن، يسعى الرئيس رامافوزا لتخفيف حالة التوتر بين بلاده والولايات المتحدة. إذ تشهد العلاقات الثنائية أدنى مستوى لها بعدما قطعت أمريكا مساعداتها عن جنوب إفريقيا واستقبلت مؤخرا عشرات المزارعين البيض كلاجئين.

وتعيد هذه الحادثة إلى الأذهان ما وقع خلال لقاء الرئيس الأمريكي مع نظيره الأوكراني قبل نحو شهرين، حيث دار بينهما خلاف حاد في وجهات النظر حول الحرب الروسية الأوكرانية.