العالم

من هي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين؟

تسيطر "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" اليوم على مساحات واسعة من شمال ووسط مالي، وتمتد عملياتها إلى بوركينا فاسو والنيجر.

  • 2697
  • 1:11 دقيقة
الصورة : ح.م
الصورة : ح.م

تُعد "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" (JNIM)، التي تنشط أساساً في شمال ووسط مالي، من أبرز التنظيمات الجهادية في منطقة الساحل الإفريقي. تأسست الجماعة في مارس 2017 عقب اندماج أربع حركات مسلحة رئيسية مرتبطة بتنظيم القاعدة، وهي: أنصار الدين، المرابطون، كتيبة ماسينا، وإمارة الصحراء. يتزعمها إياد أغ غالي، القائد التوارڤي المعروف بقدرته على الجمع بين البعد الديني والقبلي والسياسي.

منذ تأسيسها، تبنت الجماعة هدفا واضحا :إقامة كيان إسلامي مسلح في الساحل وإخراج القوات الأجنبية من المنطقة، خاصة القوات الفرنسية والإفريقية. وقد نفذت مئات الهجمات ضد الجيش المالي، ومصالح غربية، ومدنيين، مستخدمة أساليب الكرّ والفرّ، والكمائن، والتفجيرات الانتحارية.

تسيطر "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" اليوم على مساحات واسعة من شمال ووسط مالي، وتمتد عملياتها إلى بوركينا فاسو والنيجر، بل وتصل تأثيراتها الأمنية إلى حدود الجزائر وموريتانيا. وتشير تقارير أممية حديثة إلى أن الجماعة أصبحت التنظيم الأكثر نفوذا في الساحل، بعد تراجع نفوذ تنظيم "داعش في الصحراء الكبرى".

ويصف مراقبون الجماعة بأنها تتحرك بمرونة سياسية عالية، إذ تقيم علاقات ظرفية مع زعماء قبائل محلية، وتقدم خدمات اجتماعية محدودة لكسب الشرعية الشعبية، ما يجعل محاربتها أكثر تعقيدا.

في الوقت نفسه، يُظهر سلوكها العسكري الأخير نية واضحة لتوسيع نفوذها نحو العاصمة باماكو، عبر فرض حصار اقتصادي وأمني تدريجي. فسقوط العاصمة ـ إن حدث ـ سيكون ذروة نفوذ الجماعة في الساحل، وتهديدا مباشرا للجزائر وجميع دول الجوار.

هكذا، تبدو "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" اليوم، فهي ليست مجرد حركة متمردة، بل مشروع إقليمي متكامل يعيد رسم خريطة التهديدات في إفريقيا وجنوب الصحراء.

لمعرفة المزيد حول هذه المواضيع