ذكر وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، أن الجزائر لم تنظر يوما لأمنها واستقرارها من منظور "انفرادي، أو انطوائي، أو أناني"، بل على العكس، فمنظورها "منظور شامل لا يستثني أحدا من أشقائها لاسيما في منطقة الساحل الصحراوي".
وأفاد الوزير، في ندوة صحفية، اليوم، خصصها لتنوير الرأي العام حول الستجدات الإقليمية والدولية، بأن ما تشهده دولة مالي من تعاظم الأخطار الإرهابية التي بلغت مستويات وحدودا "غير مسبوقة"، "يشغلنا ويُقلقنا أكثر مما يشغل أو يُقلق غيرنا، بل ويحُز في أنفسنا أكثر مما يحُز في أنفس غيرنا".
ومبعث هذا القلق، بتعبير الوزير، لا يتمثل فقط في كون دولة مالي تقع في "جوارنا المباشر، بل ينبع أيضا من التزام الجزائر التاريخي بالوقوف إلى جانب هذا البلد في كل المحن والأزمات التي مر بها منذ استقلالها".
وأوضح عطاف أن الجزائر كانت ولا تزال من "أشد المدافعين والمرافعين والساعين من أجل الحفاظ على وحدة دولة مالي، أرضا وشعبا ومؤسسات ومن أجل صون حرمتها الترابية ومن أجل إعلاء سيادتها، كاملة غير منقوصة وغير مبتورة".
وتابع الوزير: "إن تعاظم الخطر الإرهابي، يؤكد ما تنبأت به الجزائر وما حذرت منه، منذ ما يقرب العامين، حين أقدمت السلطات المالية من التنصل، بصفة أحادية الجانب، من اتفاق السلم والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر".
وعاد الوزير إلى البيان الذي أصدرته وزارة الشؤون الخارجية بتاريخ 26 جانفي 2024، واقتبس منه الجزء القائل إن "الخيار العسكري هو التهديد الأول والأبرز لوحدة دولة مالي وسلامة أراضيها"، مضيفا أن هذا الخيار يحمل في طياته بذور الحرب الأهلية في مالي، مثلما أنه يُقوض جهود المصالحة الوطنية ويشكل تهديدا فعليا للأمن والاستقرار الإقليميين.
وأمام هذا الواقع الذي حذرت منه الجزائر منذ عامين، قال الوزير: "لا نملك غير الأمل في أن يستفيق القائمون على هذا البلد ويدركوا حتميةَ الرجوع إلى المسار السياسي من أجل استدراك ما فاتهم من جهود ومساع لتفادي الكوارث المحدقة، ليس فقط بدولة مالي، بل بالمنطقة بأسرها".
وعبّر المتحدث عن أمله في أن حل الأزمة في مالي "لا يكون نتاج الخيار العسكري ويَتأتّى عبر حوارٍ مسؤول ومصالحة شاملة بين كافة أبناء هذا البلد، دون أي تمييز أو تفريق، وبعيدا عن أي تدخلات أجنبية، سياسية كانت أو عسكرية".
واعتبر الوزير أن الوحدة الوطنية "الأصيلة والمتأصلة هي وحدها الكفيلة بوضع دولة مالي في موقع القوة لمواجهة آفة الإرهاب". وفي الأخير، أعلن عطاف أن الجزائر تُبقي يدَها ممدودةً لأشقائها في دولة مالي لأن للجزائر "مخزوناً من الصبر لا ينضب للتعاطي مع جميع المعضلات الطاغية في جوارها بكل حكمة ورصانة وتبصر".

التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال