الوطن

الجزائر تحذر من العودة إلى "ما قبل السابع أكتوبر"

دعت إلى إطلاق عملية سلام "جدية" وذات مصداقية تؤدي دون أي تعطيل إلى إقامة دولة فلسطين.

  • 1824
  • 2:39 دقيقة
صورة: ح.م
صورة: ح.م

دعت الجزائر اليوم الخميس بنيويورك إلى إطلاق عملية سلام "جدية" وذات مصداقية تؤدي دون أي تعطيل إلى إقامة دولة فلسطين، مبرزة الحاجة إلى تعبئة المجتمع الدولي من أجل إعادة إعمار قطاع غزة أمام حجم الدمار الذي لحق به والذي يتعدى الخيال.

وفي كلمة له خلال جلسة لمجلس الأمن حول الحالة في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية، أكد ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، على أن "العودة إلى الوضع القائم ما قبل السابع من أكتوبر والعودة إلى الحصار وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم والإفلات من العقاب وعدم الاكتراث بالقانون الدولي أمور كلها مرفوضة"، متابعا بأن "العدالة والحرية والسلام والكرامة لشعب فلسطين ليس مجرد ضرورة، بل هو حاصل لا محالة".

وقال بن جامع أن أبناء غزة وبعد عامين من القصف دون هوادة والتجويع وخطر التطهير العرقي وعدوان يهدف للإبادة، بدأوا يرون بصيص أمل ليشعروا فيه بالراحة، واصفا هذه اللحظة بالحساسة و"لكنها تحمل بذرة أمل بحياة كريمة وبمستقبل مبني على العدالة وبتحقيق ونيل حقهم المشروع بقيام دولتهم".

وأعرب في هذا المقام عن ترحيب الجزائر بـ"الجهود الدؤوبة التي بذلتها الدول الوسيطة، الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا، التي ساهمت بإخلاصها في تحقيق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن وتبادل الأسرى الفلسطينيين، ودعمها لجهودهم المستمرة للحفاظ على وقف إطلاق النار ولضمان أن تصل المساعدة الإنسانية كل ركن في غزة دون أي تأجيل ولا عراقيل".

ودعا بن جامع كل الأطراف لتنفيذ التزاماتها وذلك بالحفاظ على وقف إطلاق النار واحترامه وضمان وصول المساعدة الإنسانية بلا عراقيل بمشاركة الجهات الفاعلة الإنسانية ذات المصداقية بما في ذلك وصول "الاونروا" لأنها تعتبر، كما قال، "أساسية في إطار جهود الأمم المتحدة"، مذكرا بـ"واجب إسرائيل - السلطة القائمة بالاحتلال - كما جاء الرأي الاستشاري الذي صدر عن محكمة العدل الدولية بالأمس ليؤكد عليه".

"إن شعب غزة بحاجة لوقت من أجل التعافي ولإعادة بناء الديار وإعادة فتح أبواب المدارس والعودة إلى الحياة الطبيعية"ـ يقول ممثل الجزائر، مبرزا أن حجم الدمار الذي لحق بالقطاع "يتعدى الخيال وإن الثمن الاجتماعي والبشري باهظ جدا. فالمئات من الآلاف شردوا والأطفال بلا فصول دراسية والبطالة في مستويات غير مسبوقة".

وأردف أن إعادة إعمار غزة يجب أن "تصبح مهمة جماعية. فهي تحتاج لتعبئة المجتمع الدولي تعبئة كاملة تستهدي بالتضامن ورؤية لإقامة العدل". وأكد أن 'الجزائر ستتحمل حصتها من هذا الجهد"، مشيرا إلى أن "إعادة إعمار غزة لا يجب تتوقف عند الاسمنت والحجارة، بل عليها أن تفتح آفاقا سياسية تؤدي إلى إحلال سلام عادل ودائم يجسد في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة".

وأضاف بن جامع: "مع كون التركيز منصبا على غزة وعلى وجه حق، إلا أننا في الوقت نفسه لا يمكن لنا أن نتجاهل التطورات في الضفة الغربية"، مؤكدا على أن "التصويت في الكنيست الإسرائيلي أمس بتقديم مشروع قانون يهدف إلى ضم الضفة الغربية يكشف مرة أخرى طبيعة الاحتلال الاستعمارية".

واعتبر أن "هذا يشكل محاولة صريحة لإضفاء الشرعية على المستوطنات في انتهاك صارخ للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن ذات الصلة "، معربا عن تنديد الجزائر وبأشد العبارات بهذه الأفعال وأنها تدعو المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته في صون آفاق حل الدولتين، حل يكون عادلا وقادرا على البقاء.

وهنا اعتبر بن جامع أن "التوسع المستمر في المستوطنات وعنف المستوطنين وتدابير الضم، كلها تهدد جهود السلام وتهز أساس الدولة الفلسطينية المنشودة وتضرب بالقانون الدولي عرض الحائط وتأتي لتتنافى واردة المجتمع الدولي الذي أكد بوضوح على دعمه لقيام دولة فلسطينية عبر موجة عارمة من الاعترافات بهذه الدولة.