انتقد رئيس الحكومة الأسبق والأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، الوضعية الحالية التي يعيشها الحزب، وقال إنه غير راض عما آل إليه الأفالان، داعيا لترك الحزب لمناضليه الحقيقيين الذين حافظوا على مبادئه والتزموا بخطه الوطني الأصيل.
وقال بلخادم في العدد الجديد من بودكاست "للتاريخ" على قناة "الخبر" الالكترونية أن: " جبهة التحرير الوطني حزب رائد، ولديه اليوم أغلبية في المجلس الشعبي الوطني، فما الذي جعله في هذا الوضع؟"، ليجيب بأن "المشكل لا يعود إلى جبهة التحرير نفسها، بل إلى تصرفات بعض الأشخاص، سواء من داخل الحزب أو من خارجه" .
وشدد عبد العزيز بلخادم أن حزب جبهة التحرير الوطني ليس ملكًا لكل الجزائريين، بل هو ملك لمناضليه، موضحاً أن من يحق لهم قول كلمتهم في الحزب هم المناضلون الشرفاء الذين لم يجعلوا من الجبهة مطية لتحقيق مصالح شخصية.
ولم ينكر بلخادم الذي سير الأفالان بين 2005-2013 وجود المتسلقين داخل الحزب لكنه لفت أيضا لجهات خارجية تريد الانتقام منه.
و في تفسيره للأسباب يقول بلخادم: "أولئك الذين لا يشعرون بالراحة من وجود الأفالان من مصلحتهم أن يروه في وضع هش، لأنه يذكرهم بالكثير من الأمور من بينها ثورة التحرير والهوية الوطنية".
وتعليقا على فكرة أن: "جبهة التحرير الوطني يجب أن تُودَع المتحف من منطلق أن دورها انتهى مع استقلال الجزائر" أكد بلخادم أن دور الجبهة لم يكتمل بعد، موضحًا أن جبهة التحرير الوطني كان لديها مهمتين الأولى التحرير وقد اكتملت بتحقيق الاستقلال والثانية التعمير والبناء التي ما تزال، في نظره، مستمرة ولم تُنجز بالكامل بعد.
في إشارة إلى استمرار رسالة الحزب في البناء الوطني بعد الاستقلال.
وختم بلخادم حديثه بالتأكيد على أن: "جبهة التحرير الوطني لو تُترك لمناضليها الحقيقيين وتُمكَّن النزهاء الشرفاء من تسييرها، فإن مستقبلها مازال قائماً"، معتبراً أن الحزب ما يزال قادراً على استعادة مكانته التاريخية إذا عاد إلى روحه الأصلية ومبادئه الثورية.
ويُذكر أن هذه الانتقادات تتزامن مع تعرض جبهة التحرير الوطني إلى محاولة تصحيحية تمثلت في إنشاء "الهيئة الوطنية للتنسيق من أجل إنقاذ حزب جبهة التحرير الوطني"، غير أن هذه الأخيرة طلبت أمس الأربعاء من منسقي الولايات تجميد أنشطتهم في إطار الهيئة.
وكان تأسيس "هيئة التنسيق الوطنية لإنقاذ الحزب" قد جاء لأسباب قالت الهيئة إنها موضوعية، تعود إلى "الانحرافات التي عرفها الحزب عن مساره الأصلي، وضعف خطابه السياسي، إضافة إلى الإقصاء الذي طال العديد من الإطارات وعدم استقبالهم أو الاستماع إلى انشغالاتهم وملاحظاتهم"، مع مطالبة بعقد مؤتمر استثنائي لإعادة ترتيب البيت الداخلي للحزب.

التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال