أصدرت إدارة متوسطة "البشير الإبراهيمي" الواقعة بشلالة العذاورة في ولاية المدية، مساء اليوم، إعلانًا إداريًا موجها لتلاميذ المؤسسة، مفاده أنه يمنع عليهم إحضار الكراريس والكتب غدا الخميس آخر يوم من الاختبارات، مضيفة أن الإدارة ستقوم في حالة عدم امتثال التلاميذ لذلك بسحب هذه الأدوات منهم، ولن يكون بمقدورهم استرجاعها.
ورغم أن الإعلان لم يوضح بشكل صريح أسباب هذا القرار، إلا أن مهتمين بالقطاع اعتبروا أن القرار الذي اتخذته المؤسسة له علاقة بظاهرة تمزيق الكتب والكراريس التي باتت مشهدا مألوفا مع نهاية كل موسم دراسي أمام المؤسسات التربوية التي يلجأ إليها غالبية التلاميذ .. ليبقى السؤال المطروح لماذا تتكرر هذه الظاهرة مع نهاية كل موسم دراسي؟
واستدعت ظاهرة تمزيق الأدوات المدرسية إلى تسليط الضوء عليها من طرف العديد من المتخصصين لتحليلها وتحديد خلفياتها.
وإذا كان البعض منهم اعتبرها وسيلة اختارها التلاميذ للتعبير عن شعورهم بالفرح والراحة بعد تعب وجهد طويل، إلا أن البعض الآخر اعتبرها ظاهرة غريبة ومحزنة، خاصة وأن تمزيق الكراريس والكتب ورميها في الساحات أو الشوارع، وكأنها لم تكن يومًا وسيلة للعلم والمعرفة، وصارت بمرور السنوات تعد مشكلة تربوية عميقة بالنسبة للعديد من المتخصصين الذين يعتبرون أن الكراريس التي كانت من المفروض أن يتوارثها أبناء العائلة الواحدة في الاعتماد عليها للمذاكرة والتحصيل تحضيرا للموسم الدراسي الجديد، أو يتم الاحتفاظ بها كذكرى للتلاميذ خاصة وأنها تحمل دروسًا ومجهودًا طوال السنة، لتتحول بهذا السلوك الغريب إلى شيء لا قيمة له، فتمزق وترمى هكذا، وكأنها صارت اليوم عبئًا ثقيلاً، لا مصدرًا للفهم أو الفائدة. وعندما تنتهي الامتحانات، يكون تمزيق الكراس تعبيرًا عن التخلص من هذا العبء، لا عن الفرح الحقيقي بالنجاح.
ويؤكد عدد من المتخصصين أن هذا السلوك يدل على فراغ تربوي، سواء في الأسرة أو المدرسة، فالتلميذ الذي يحترم الكتاب والكراس، هو تلميذ نشأ على قيمة العلم، وتعلم أن المعرفة تبقى حتى بعد نهاية الامتحان.
ولحل هذه المشكلة، يقول بن مزيان عيسى رئيس جمعية الفجر الثقافية والشبانية بولاية المدية أنه لا يكفي أن نلوم التلاميذ، على هذا السلوك الغريب، بل يجب أن نبحث عن طرق تربوية تساعدهم على احترام أدواتهم المدرسية. من بين هذه الحلول تنظيم أنشطة ختامية في المدارس للاحتفال بنهاية السنة بطريقة إيجابية، تشجيع التلاميذ على التبرع بكراريسهم لمن يحتاجها، وإشراك الأسر في توعية أبنائهم بقيمة الجهد والعلم.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال