الوطن

حملة تضليل تستهدف الجزائر في تونس

تصدى لها الكثير من التونسيين.

  • 4331
  • 2:32 دقيقة
الصورة: ح.م
الصورة: ح.م

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في تونس، مؤخرا، حملة تضليل مكشوفة وبث أخبار كاذبة، استهدفت إقحام الجزائر في النقاشات والمشكلات السياسية القائمة في تونس، وانضم إليها نشطاء وشخصيات سياسية مقيمة في الخارج، دون تدقيق في صحة هذه المعلومات.

 وبرزت، منذ أمس الثلاثاء، محاولة توظيف سياسية لفيديوهات عن وصول حافلات سياح جزائريين إلى العاصمة تونس، للزعم بأنهم متظاهرون جرى استقدامهم للتظاهر، الأربعاء، بمناسبة عيد الثورة التونسية، لصالح الرئيس قيس سعيد، وإسناد المظاهرات التي دعت إليها تنسيقيات محلية مؤيدة لسعيد.

 وعلى الرغم من أن الفيديوهات كان منشؤها سيدة تونسية، قامت بتصوير السياح الجزائريين قرب الحافلات التي كانت تقلهم، وتعمدها من خلال حديثها هي وليس الجزائريين، إعطاء الانطباع بأنهم جاؤوا للاحتفال مع التونسيين بعيد الثورة، هو الفيديو الذي تعمدت مجلة "ميم" التي تديرها نجلة رئيس حركة النهضة، سمية الغنوشي، نشره برغم وضوح التضليل الذي يتضمنه.

 وانساق عدد آخر من المدونين والسياسيين المعارضين لسياسات سعيد، بينهم مسؤولون حكوميون سابقون في تونس، وجدوا في ذلك فرصة لإقحام الجزائر في المعترك السياسي الداخلي في تونس، والزعم بوجود تدخل للجزائر في الشأن المحلي التونسي.

 لكن نخبا تونسية أخرى، عبّرت عن رفضها لهذه الحملة المفضوحة والمضللة، وكتب الصحافي التونسي محمد لطرش أن "إقحام الأشقاء السياح الجزائريين وهم الذين أنقذوا مواسمنا السياحية في فترة "كورونا" وعند عزوف الألمان والروس والفرنسيين والخليجيين بسبب تحذيرات سفارتهم من تهديدات إرهابية ببلادنا، في تجاذبات سياسية لا تعنيهم، يعد سقطة أخلاقية قبل أن تكون ضربة قد تكون قاصمة لاقتصادنا الوطني"، مضيفا أن: "هذه المراهقة السياسية لبعض المحسوبين على الشق المعارض تعكس حالة التخبط والقصور الفكري للمعارضة وغياب المنجز والمقترحات البناءة، كيف لمعارضة تقترح نفسها كبديل للسلطة أن تسوّق لسردية تزيد من عزلتها عن الواقع التونسي".

 وكتب الإعلامي البارز، كمال بن يونس، ردا على هذه الحملة: "مرحبا بكل الأشقاء الجزائريين والليبيين وكل زوار تونس، سياحا وتجارا وضيوفا، لا مبرر لإقحام السياحة العربية واقتصاد البلاد في الصراعات السياسية الداخلية".

 وكان لافتا منذ فترة بروز خطاب على مواقع التواصل الاجتماعي، من قبل نخب وشخصيات ومدونين، يركز على الجزائر بشكل كبير، يسوّق لسرديات سياسية خاطئة ومضللة، ويربط بعض الإخفاقات السياسية والاقتصادية ذات الصلة بالمسار الديمقراطي في تونس، بالجزائر، في تجاهل تام لحقائق سياسية واقتصادية تخص الدعم الدائم الذي وفرته الجزائر لتونس خاصة بعد الثورة عام 2011، بغض النظر عن طبيعة الحكومة القائمة وتوجهاتها السياسية، وعلى كل الأصعدة، والإسهام في إنقاذ الاقتصاد التونسي في أكثر من مرة، وكذا المساعدة في ملفات الطاقة ومكافحة الإرهاب وغيرها.

 ويُعتقد أن تكون أطراف إقليمية وأجهزة ومخابر تعمل على هذا الصعيد، وفي وقت سابق جرى رصد نقاشات على تطبيق تيكتوك، لمجموعة من النشطاء التونسيين والمغاربة، بصدد توزيع المهام لإطلاق حملة تضليل على مواقع التواصل الاجتماعي، وتوفير تمويلات مالية، للسعي لضرب العلاقات الجزائرية التونسية في بعدها الاجتماعي والسياسي، وإثارة قضايا بغرض زرع الشقاق بين الشعبين، باستغلال رخيص وغير أخلاقي، كما يتضح ذلك بشكل كبير من خلال إعطاء تأويلات سياسية مغلوطة، لأي نشاط سياسي أو اقتصادي بين البلدين.

 وشهدت العاصمة التونسية، الأربعاء، مظاهرة حاشدة نظمها موالون ومؤيدون للرئيس قيس سعيد، قدموا من كل الولايات للتعبير عن رفض التدخلات الأجنبية، واستقواء بعض قوى المعارضة بالخارج وخاصة بالاتحاد الأوروبي، ورفعت خلال المظاهرة، صور الرئيس سعيد وشعارات كتب عليها ما يفيد بالدعوة إلى محاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين وتطهير الساحة التونسية من التدخلات والتمويل الأجنبي.