صرّح القيادي السابق في حزب جبهة التحرير الوطني، عبد القادر قاسي، في اتصال هاتفي مع "الخبر"، اليوم الأربعاء، بأن لجوءه بمعية العديد من المناضلين، لإنشاء "هيئة التنسيق الوطنية لإنقاذ الحزب"، يعود إلى أسباب موضوعية تتعلق "بانحرافات الحزب عن مساره وطبيعة خطابه الهزيل، وإلى الإقصاء الذي تعرض له الإطارات وعدم استقبالهم والاستماع إلى انشغالاتهم وملاحظاتهم".
وقال قاسي، الذي ظهر مؤخرا في فيديو، معلنا ميلاد الهيئة وقارئا لعريضة تحمل توقيعات المنخرطين في المسعى، وتطالب بعقد مؤتمر استثنائي، إن القيادة الحالية "رفضت الاستماع لنا واستقبالنا أكثر من عشر مرات، لإبلاغها بملاحظاتنا ومواقفنا"، مشيرا إلى أن هذا "الغلق الاتصالي" دفع بالعشرات من المناضلين لمباشرة وللانخراط في هذه المبادرة التي تغطي أزيد من 30 ولاية فعليا وهيكليا، و56 ولاية بشكل غير هيكلي، بحسبه.
وفي ما يمكن تصنيفه ردا ضمنيا على تصريحات الأمين العام للحزب، عبد الكريم بن مبارك، لـ"الخبر"، أمس، والتي قال فيها إن "زمن القفز والتعيين الفوقي والبلطجة قد انتهى، والجميع يبدأ من الخلايا أثناء الهيكلة"، أفاد قاسي بأنه "شغل منصب رئيس لجنة الرقابة، وطاف جل ولايات الوطن لتصحيح الاختلالات وتصويب الانحرافات، الأمر الذي أبعده عن القواعد، وأخذ منه كل وقته ومنعه من الترشح من الخلايا".
وفي هذه الجزئية، أضاف السيناتور والعضو السابق في اللجنة المركزية، أن "عملية هيكلة الخلايا والقسمات تمت بشكل مغلق في المقاهي"، مشيرا إلى أن "الكثير من كوادر الحزب يُعيّنون ضمن القائمة الوطنية في اللجنة المركزية المتعلق بالإطارات، على غرار الوزراء والعقلاء وغيرهم".
لكن الأمين العام، يضيف المتحدث، بمجرد أن "تلقى القائمة الوطنية المقترحة للمؤتمر الحادي عشر، أقصى الكثير بخلفيات وحسابات سياسية".
وفي رده على سؤال حول حديث الأمين العام بخصوص استعمالهم رمز الحزب دون صفة، والاحتفاظ بحق المتابعة القضائية، قال قاسي إن "الرمز ملك لجميع المناضلين، وأن الظهور في إطار حركات احتجاجية لا يشكل خرقا للقانون"، مستدلا بظهور الأمين العام نفسه في وقت مضى محتجا على إقصائه.
وعن توقيت إنشاء الهيئة ومن خلفها، قال قاسي إن "الوضع الدراماتيكي للحزب وخطابه السياسي الذي لا يرقى إلى شموخ الحزب، كان وراء المسعى"، موضحا بأنها "حركة عفوية وُلدت من رحم المناضلين ولا يقف وراءها أحد، وصارت حتمية لنتمكن من التواصل وإصلاح الوضع الذي آل إليه الحزب".
وبالنسبة لمدى منطقية مطلب إجراء مؤتمر استثنائي، قال المتحدث: "يتعين على اللجنة المركزية استدعاء دورة غير عادية، والمطالبة بعقد مؤتمر استثنائي نظرا لوضع الحزب".

التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال