مجتمع

التدخين في الجزائر: ماذا لو أصبحت المنتجات الخالية من الدخان جزءًا من الحل؟

لا يتعلق الأمر بالترويج لمنتجات جديدة، بل بطرح سؤال بسيط، ولكنه جوهري: كيف يمكن للجزائر الاستفادة من هذه البدائل التي أدرجتها دول أخرى في سياساتها الصحية العامة؟

  • 678
  • 1:48 دقيقة
الصورة : ح.م
الصورة : ح.م

في الجزائر، أحرزت مكافحة التدخين تقدمًا ملحوظًا في سياق معقد. حملات توعية، تحذيرات صحية، وحظر التدخين في الأماكن العامة... النظام قائم، لكن عدد المدخنين لا يزال مرتفعًا، والأمراض المرتبطة بالتدخين لا تزال تفتك بالأرواح، كل هذا وونظام الرعاية الصحية يتحمل وطأة العواقب. في ظل هذا المشهد الذي يعجّ بالرسائل الرادعة، يبقى بديل واعد غائبًا عن النقاش: منتوجات النيكوتين الخالية من الدخان، وخاصة أكياس النيكوتين.

لا يتعلق الأمر بالترويج لمنتجات جديدة، بل بطرح سؤال بسيط، ولكنه جوهري: كيف يمكن للجزائر الاستفادة من هذه البدائل التي أدرجتها دول أخرى في سياساتها الصحية العامة؟

خيار أقل ضررًا، موثق على نطاق واسع.

تُعتبر أكياس النيكوتين الآن في العديد من الدول وسيلةً للحد من أضرار التدخين لدى المدخنين البالغين غير القادرين على الإقلاع عنه. فهي خالية من التبغ والاحتراق والدخان، وتقضي على معظم المواد السامة المرتبطة بالسجائر التقليدية. في الولايات المتحدة الأمريكية، ودول الشمال الأوروبي، ومؤخرًا في أوروبا القارية، تُعدّ هذه المنتجات جزءًا من استراتيجية صحية عامة متميزة، مبنية على بيانات علمية لا على ردود أفعال أيديولوجية.

أثبتت السويد، على وجه الخصوص، أن دمج منتجات النيكوتين الخالية من الدخان في سياستها لمكافحة التبغ قد ساهم في خفض معدلات التدخين بشكل كبير، وهي الآن الأدنى في أوروبا. ومع ذلك، لا يزال هذا النجاح متجاهلاً إلى حد كبير من قبل منظمة الصحة العالمية (WHO) والاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ (FCTC)، اللتين تواصلان محاولاتهما لتقييد الوصول إلى هذه المنتجات بحجة أنها قد تجذب الشباب.

رفضٌ للواقع، باسم مبدأ الحيطة والحذر.

هذا الموقف، رغم أنه يستند إلى رغبة في الحماية، يقوم على منطقٍ وقائيٍّ عكسيٍّ وغير فعّال. فبرفضه التمييز بين الاستخدامات المخصَّصة للبالغين وتلك المحظورة، أو بين المنتجات القابلة للاحتراق والبدائل الخالية من الدخان، يتجاهل هذا الموقف حقيقة واضحة: بالنسبة لملايين المدخنين الذين يفشلون في الإقلاع عن التدخين، تمثل هذه المنتجات فرصة لتقليل الأضرار.

إنّ إدماج تعقيد السلوكيات المرتبطة بالإدمان يتيح اعتماد مقاربة مرنة وقابلة للتكيّف، حيث تصبح الابتكارات محرّكًا لحماية الصحة العامة.

اختيار نهج عملي للصحة

لدى الجزائر الآن فرصةٌ لتصبح رائدةً في هذا النقاش. فمن خلال تدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية، وتقييم المنتجات محليًا، ووضع إطار تنظيمي صارم، يمكن للبلاد أن تتزود بأداةٍ جديدةٍ في مكافحتها للتدخين. ولا يقتصر هذا على تشجيع استهلاك النيكوتين، بل على تقديم نهجٍ واقعيٍّ متوسطٍ يشمل من لا يستطيعون الإقلاع عنه فجأةً.