مجتمع

بوزيد بومدين يدافع عن المتهمين بـ"عبادة الشيطان"

بعد تداول صور، عبر الفضاء الافتراضي، لشباب يحتفلون بطريقة غير مألوفة في ساحة بالقرب من مقام الشهيد بالمدنية بالعاصمة.

  • 7275
  • 2:19 دقيقة
الصورة: ح.م
الصورة: ح.م

أثارت صور احتفال شباب بطريقة غير مألوفة، في ساحة بالقرب من مقام الشهيد بالمدنية بالعاصمة، عبر ارتداء أقنعة وألبسة شبه فولاذية، والقيام برقصات وحركات غريبة، جدلا في الفضاء الافتراضي، وقادت رئيس لجنة التربية في المجلس الشعبي الوطني، إلى توجيه مراسلة كتابية للوزير الأول، وطالب بفتح تحقيق عاجل، على أساس أنها طقوس لـ"عبدة الشيطان"، وتهديد داهم لقيم المجتمع والشباب، وفق مراسلته.

في حين برزت قراءات مُبرّئة للشباب، معتبرة اتهامهم بـ"عبدة الشيطان" تضخيما وتهويلا لأنشطة مراهقين متأثرين ومتفاعلين مع محتويات ترفيهية من الثقافة اليابانية ولا علاقة لها بممارسات "عبدة الشيطان"، بحسب ما رصدت "الخبر" في الفضاء الافتراضي، وأهمها قراءة الأمين العام السابق للمجلس الإسلامي الأعلى، بوزيد بومدين، التي اعتبرت أن "التسرع في الأحكام وهواية التّصنيف والرّفض المطلق وإطلاق العنان للسّب والشّتم، تكبّل التفكير وتسيء الفهم في الفضاء العمومي الجزائري".

ويرى بومدين، في حديث إلى "الخبر"، بعد نشر موقفه على حسابه ب"فايسبوك،"، اليوم،  أن التعاطي مع وقائع وظواهر كهذه، لابد أن يكون هادئا ومنهجيا.

وساق بومدين، الذي شغل أيضا مديرا للثقافة الإسلامية بوزارة الشؤون الدينية، مثالا سابقا عندما "بوشرت ملاحقات قانونية لنشاط شباب تأثر بهذا المذهب الصوفي أو الديني أو ذاك"، في حين كان ينبغي، وفقه، "محاورتهم ومحاولة فهم ما يدّعونه أولا".


وتبسيطا لما وقع، على ما يبدو، أفاد الأكاديمي بأنه "عندنا جميعا أولاد وإخوة مراهقون وشباب ونسألهم عما يتابعون، كالأشكال التنكرية والرسومات المصورة التي ظهرت في مهرجان سنوي تنظمه وزارة الثقافة والفنون (fibda) وهي مستوحاة في أغلبها من محتويات الأنمي والمانغا اليابانية والآسيوية، ولا علاقة لها مطلقا بـ"عبدة الشيطان"، التي لها معان فلسفية وطقوس خاصة"، يضيف بومدين.

وحذر المتحدث المختص في مسائل الحضارة والفكر الديني، من خطورة "اتهام أبنائنا بأنهم يتبعون الشيطان"، واصفا ذلك بأنه "مدخل خطير للتكفير والتفسيق"، يمنعنا من أن "نقترب من هذا الجيل ولا نقيم حوارا معه"، بل إن الرفض والإقصاء، في نظر المتحدث، هو ما يجعل هؤلاء يعبدون الشيطان.
ومن البدائل التي يراها المتحدث فعالة لـ"ربط جيلنا بماضيه"، ضرورة "إبداع ألعاب ورسوم وفنون لها علاقة برموزنا وثقافتنا، وهذه هي المهام الكبرى" الملقاة على عاتق المثقفين.
ولوحظ في اليومين الأخيرين، تداول العديد من الصور والمحتويات التي تضمنت شبابا يتفاعلون ويتحركون بطريقة غير مألوفة، محدثة جدلا وقراءات متناقضة وسط الفضاء الافتراضي، بين محذر ومنتقد وداع إلى التحرك العاجل والفوري، وبين من قلل من شأنها وصنفها ضمن التأثر الثقافي بمحتويات مستوردة، ويتعين مواجهتها بابتكارات محلية تنسجم مع خصائص المجتمع.
وكان النائب قد حث السلطات على إطلاق حملة وطنية تحسيسية موجهة للشباب والأسر، تُعنى بخطورة "التيارات الفكرية الغريبة التي تحاول اختراق المجتمع الجزائري"، إلى جانب تعزيز الرقابة على الفضاءات الثقافية والإعلامية التي قد تُستغل لنشر أفكار منحرفة أو ممارسات تمسّ بثوابت الأمة.
وشدّد النائب، في مراسلته، على أن الجزائر التي "شُيّدت بدماء الشهداء لن تسمح بتدنيس رموزها الوطنية ولا بطمس المعاني السامية التي يجسدها مقام الشهيد"، داعيا إلى تحرك عاجل ومسؤول من السلطات العمومية لردّ الاعتبار لهذا الصرح المقدس وصون رمزيته في وجدان الجزائريين.