استنفرت وزارة الصحة مصالحها عبر مختلف ولايات الوطن على خلفية التقلبات الجوية المسجلة خلال السنوات الأخيرة، وما رافقها من تساقط غزير للأمطار وارتفاع خطر الفيضانات. وأمرت برفع درجة اليقظة تحسبًا لظهور الأمراض ذات المنشأ المائي أو تلك التي تنتقل عبر الحشرات، خاصة في الولايات التي تشهد موجات أمطار كثيفة.
وشددت الوزارة على ضرورة توفير مخزون كافٍ من الكواشف والمستلزمات الخاصة بمراقبة جودة المياه، بالإضافة إلى الأدوية والمواد الاستهلاكية اللازمة للتدخل السريع في حال تسجيل بؤر وبائية.
وجاءت هذه التعليمات في تعليمة رسمية موجّهة إلى مديري الصحة والسكان عبر ولايات الوطن، تحمل رقم 27، دعت فيها إلى رفع درجة التأهب واتخاذ إجراءات وقائية استعجالية، في ظل ما تعرفه عدة مناطق خلال السنوات الأخيرة من تساقط معتبر للأمطار وفيضانات مرتبطة بالتغيرات المناخية.
وأكدت التعليمة أن هذه الوضعية أصبحت تشكل خطرًا مباشرًا على صحة السكان، نظرًا لاحتمال ظهور أمراض متنقلة عن طريق المياه ذات طابع وبائي، إضافة إلى الأمراض المنتقلة عبر النواقل، وتلوث المسطحات المائية، وتضرر شبكات التطهير، مما قد يؤدي إلى تلوث مياه الشرب وتحولها إلى مصدر للأوبئة مثل حمى التيفوئيد والتهاب الكبد الفيروسي "أ".
واستنفرت مصالح الوزارة جميع المديريات الصحية، في إطار الإجراءات الاستباقية الموضوعة تحت إشراف خلية الوباء الولائية، وبالتنسيق بين مختلف الهيئات المعنية، على غرار الجماعات المحلية والموارد المائية والبيئة، بهدف منع ظهور الأمراض ذات الطابع الوبائي.
ودعت الوزارة المديريات الولائية إلى تعزيز المراقبة الصحية، خصوصًا في المناطق المصنفة عالية الخطورة، مثل المناطق المعرّضة للفيضانات أو التي سجلت خلال السنوات الثلاث الماضية ارتفاعًا في نسبة الأمراض المتنقلة بالمياه أو بالنواقل.
كما أكدت على أهمية متابعة المنحنى الوبائي بدقة، لاسيما من خلال مراقبة التصريح بحالات الإسهال، باعتبار أن أي زيادة غير طبيعية قد تشكل مؤشرًا على بداية وباء يستدعي التدخل الفوري، فضلًا عن متابعة حالات الإسهال الحاد التي قد تؤدي إلى الجفاف.
وأمرت الوزارة أيضًا مصالح الجماعات المحلية والديوان الوطني للتطهير بتطهير المراحيض والحفر الصحية، وجمع ونقل النفايات بطريقة صحية ومنتظمة، إضافة إلى تفعيل مخططات التسيير المراقب في حال تسجيل أي انقطاع في التموين بمياه الشرب.
وفي سياق متصل، شددت وزارة الصحة على أهمية تكثيف حملات التوعية لفائدة المواطنين بشأن قواعد النظافة الفردية والجماعية، مبرزة أن غسل اليدين وحده قادر على تقليل عدد حالات الأمراض الإسهالية بشكل كبير، خاصة خلال الفترات التي تشهد اضطرابات جوية تؤثر على جودة الموارد المائية.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال