مجتمع

"شكرا أستاذي.. حمست أصحاب الامتحانات الرسمية"

"الخبر" كان لها حوار مع مؤسس الفرقة الغنائية البحارة حول سر هذه الأنشودة التي تجاوزت حدود الوطن.

  • 924
  • 2:41 دقيقة

حاورته: رزيقة أدرغال

ترك الفنان الصادق جمعاوي بصمته في الساحة الفنية، من خلال أنشودة "شكرا أستاذي"، التي كبر معها أفضل جيل من حيث المستوى العلمي... أغنية كنا نسمعها ونرددها كل صباح، ونذرف الدموع على إيقاعها ونحن نودع أساتذتنا في نهاية العام الدراسي.

"الخبر" كان لها حوار مع مؤسس الفرقة الغنائية البحارة حول سر هذه الأنشودة التي تجاوزت حدود الوطن.

حققت "شكرا أستاذي" نجاحا جماهيرا ساحقا، واستلهم منها المرشحون للبكالوريا طاقة إيجابية حمستهم لتخطي أسوار الجامعة. فما السر وراء هذه الأنشودة التربوية؟

تعود بي هذه الأغنية إلى زمن الأبيض والأسود، كنت آنذاك طالبا في المعهد البلدي للموسيقى، وبينما أنا جالس وزملائي لمشاهدة حصة حول يوميات المعلم على شاشة التلفزيون الجزائري، تأثرت بروبورتاج عن أستاذ ينام داخل الحمام، فتبلورت لدي فكرة كتابة أغنية شكرا أستاذي تمجيدا وتكريما واحتراما لجهود المعلم.

بعدها التقيت بوزير التربية محمد الشريف خروبي، رحمه الله، في ولاية غرداية واقترحت عليه عن طريق مدير التشريفات كتابة أغنية تروج للمدرسة الأساسية، فواقف بعد أسبوع تقريبا، لأنطلق في كتابة كلمات هذه الأغنية التي استلهمتها من أنبل المهن، حيث تحدثت عن المعلم، الطيار، المهندس، الضابط في الجيش والإمام.

وأذكر أنه عندما عرضتها على الوزير وطاقمه ابتسم قائلا: "لو طلبنا من المطرب المصري محمد عبد الوهاب كتابة هذه الأغنية لا أظن أنه سيوافق فيها مثل الصادق"، ليعطي الضوء الأخضر بتسجيلها الذي كان في أستوديو التلفزيون الجزائري.

حدثنا عن الأسماء المشاركة في الأغنية؟

من بين الأشخاص الذين رشحتهم لأداء الأغنية عبدو درياسة، ابن الراحل صاحب رائعة نجمة قطبية، لكن خجله الشديد يوم تسجيل الأغنية حال دون ذلك، فاستنجدت حينها بابن أختي دون أن أنسى باقي المشاركين، من بينهم التلميذة التي ظهرت في الفيديو وأنا أمسكها من إحدى يديها، وهي اليوم إطار في وزارة المالية، إضافة إلى عازف الناي حليموش الذي كان له دور كبير في فرقة البحارة، والحمد لله حققت الأغنية نجاحا باهرا، وأصبحت نشيدا للمدرسة الجزائرية.

برأيكم إلى أي مدى أعطت "شكرا أستاذي" جرعة أمل للمقبلين على الامتحانات الرسمية؟

حقيقة هذه الأغنية حفزت الكثير من الطلبة على تحقيق أكبر النجاحات، فقد كنت ألتقي في الشارع بطلبة وتلاميذ أخبروني بأن الأغنية حمستهم على نيل شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا. وأذكر أنه في آخر احتفالية بيوم الفنان التقيت بوزيرة قالت لي أن شكرا أستاذي كانت مصدر تحفيز لعدة أجيال، وما يزيدني فخرا واعتزازا وتواضعا أنني أملك درع الكمال الثقافي لكل ولاية.

هل فكرتم  في كتابة أغنية مشابهة لشكرا أستاذي تتماشى والجيل الجديد من تلاميذ وأساتذة؟

للعلم، شكرا أستاذي، لم تكن أول ولا آخر أغنية تربوية، بل توجد 50 أغنية جسدت فيها الحالة النفسية للتلميذ والطفل الجزائري، هي حبيسة أدراج مكتبة الإذاعة الوطنية، وبالمناسبة أقول للمسؤولين فيها بأن برمجة أغاني الطفل غير عقلانية، فيما تخصص ساعات طويلة لأغاني هابطة.

من الغناء إلى التأليف كيف كانت هذه التجربة؟

فعلا، ألفت كتابا تحت عنوان "الاحتقار وانحراف الغرب"، توقفت فيه عند مصطلح الاحتقار، ككلمة صغيرة تولد الكراهية، ثم العنف فالدمار، وتكلمت فيه أيضا عن حقوق المرأة عند الغرب.

عرفك جمهورك بشعرك الطويل ولا زلت كذلك، ما هو سر هذا اللوك؟

عندما أسست فرقة البحارة بمدينة عين طاية، من طرف موسيقيين هواة مبتدئين من المنطقة، كان أولاد الحي يطلقون علي اسم أسطورة موسيقى الريغي المغني الجامايكي بوب مارلي، رغم أني لا أشبهه ولا أقلده، وقد حافظت على هذه التسريحة لأن جمهوري أحبني وعرفني بها في "شكرا يا أستاذي"، و"جيبوها يا لولاد".

 كلمة أخيرة للمقبلين على شهادة البكالوريا؟

أقول لهم من سار على الدرب وصل، وأنصحهم بمراجعة دروسهم بعيدا عن القلق والضغط، وطبعا استلهموا الحماس من أغنية شكرا أستاذي-يضحك-