مجتمع

لاعب كرة يفتتح مأوى للكلاب والقطط المتشردة

يؤكد إسماعيل، الذي سبق له اللعب في الدوري الليبي قبل أن يكرس حياته للعمل التطوعي، أن هدفه يتجاوز مجرد إيواء هذه الحيوانات ليشمل تسهيل عملية تبنيها.

  • 1133
  • 1:39 دقيقة
الصورة: ح.م
الصورة: ح.م

في قلب مدينة الجلفة، اختار لاعب كرة القدم السابق إسماعيل صيد، أن يمنح شغفه بالحيوانات معنى أوسع، حيث أنشأ مأويين متواضعين للقطط والكلاب الضالة، مانحا لهذه الكائنات البريئة فرصة ثانية للحياة بعد سنوات من الإهمال والخطر. افتتح إسماعيل مأوى خاصا بالقطط المريضة وسط المدينة يوفر لها العلاج والرعاية بإمكانيات بسيطة، فيما خصص مأوى آخر بمنطقة الدزيرة لاستقبال الكلاب الضالة التي غالبا ما تواجه مصيرا قاسيا كالقتل أو الترحيل. هذه المبادرة أعادت الأمل لحيوانات لا صوت لها ورسخت في الوقت ذاته رسالة عن الرحمة والرفق بالحيوان.

ويؤكد إسماعيل، الذي سبق له اللعب في الدوري الليبي قبل أن يكرس حياته للعمل التطوعي، أن هدفه يتجاوز مجرد إيواء هذه الحيوانات ليشمل تسهيل عملية تبنيها من طرف العائلات وسكان البادية وأصحاب المزارع. وقال في تصريح لـ "الخبر": "لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي أمام معاناة هذه الأرواح، فهي مثلنا تماما وتستحق العيش بكرامة."

المأوى الذي يواصل نشاطه منذ نحو سنة بات يستقبل حيوانات من مختلف بلديات الجلفة وحتى من ولايات مجاورة، حيث تُعالج ثم تُسلّم لمتبنين جدد يمنحونها حياة أكثر أمانا واستقرارا.

وأوضح إسماعيل أنه يملك قاعة للإسعافات الأولية الخاصة ومقرا ثانيا في منطقة الدزيرة بعين الإبل، إلى جانب قطعة أرض مخصّصة لمشروع خيري مستقبلي، داعيا السلطات العليا إلى وضع حد لمعاناة هذه الكائنات من خلال إنشاء ملاجئ منظمة عبر مختلف ولايات الوطن.

ويشدد المتحدث على أن الملاجئ المنظمة ستساهم في حماية الأطفال والمواطنين من الأخطار المحتملة التي قد تشكلها الحيوانات المشرّدة، وخلق مناصب عمل لفائدة الأطباء البيطريين والمساعدين والحراس وحتى الطباخين، وتوفير بيئة إنسانية وآمنة تحمي الحيوانات من الاعتداء والإهمال، إضافة إلى الاستفادة من بقايا الطعام المهدور عبر إعادة توجيهه لهذه الملاجئ بالتنسيق مع المؤسسات والمطاعم والجزارين والمواطنين المتطوعين.

كما اعتبر أن حملات القضاء السابقة على الكلاب الضالة أثبتت فشلها بعدما استمرت لسنوات دون نتائج ملموسة، بينما يبقى الحل الأمثل في إنشاء ملاجئ تعتمد على برامج التلقيح والتعقيم وتدار محليا من طرف البلديات أو الولايات.

وختم إسماعيل حديثه قائلا: "إن الهدف من هذه المبادرة ليس فقط حماية الحيوان، بل أيضا حماية الإنسان والحفاظ على البيئة، بما يعكس صورة حضارية وإنسانية لمجتمعنا."