مجتمع

وهران: حشرة تتلف مساحات واسعة من التين الشوكي

يشكل التين الشوكي مصدر رزق للعائلات بالمنطقة، ببيع الفاكهة أو استعماله كسياج لتحديد الملكية وحماية الفلاحة من الحرائق.

  • 1218
  • 2:19 دقيقة
الصورة: ح.م
الصورة: ح.م

أعلنت مديرية المصالح الفلاحية، لولاية وهران، أمس الثلاثاء، عبر منشور في صفحتها الرسمية في فايسبوك، عن عدم جدوى استشارة إنجاز أشغال قلع وإتلاف ودفن أغراس مصابة بالحشرة القرمزية الضارة للتين الشوكي، التي شملت كل دوائر الولاية، بعد سنتين من انتشار المرض القادم من الحدود الغربية وإتلافه مساحات واسعة من الصبّار وتراجع إنتاج فاكهة التين الشوكي المستهلكة بكثرة في المنطقة.

 جاء تحرك مصالح الفلاحة بعد سنتين من تسجيل أولى حالات انتشار الحشرة القرمزية في المنطقة وإجراء المعاينة من طرف المصالح المختصة، مثل مصلحة الغابات، والهيئات المعنية، من أجل وضع مخطط لمكافحة الحشرة وحماية التين الشوكي، لكن طول الإجراءات الإدارية على المستوى المركزي، حال دون اتخاذ الإجراءات بسرعة، وتخصيص الغلاف المالي للقضاء على الطفيليات في مرحلتها الأولى قبل استفحالها.

 ولقد تضمن إعلان الاستشارة 6 حصص مقسمة على دوائر الولاية المتمثلة في بطيوة، قديل، واد تليلات، عين الترك والسانية التي تعرف أكبر المساحات تضررا من الحشرة القرمزية. ويحدد دفتر الشروط المعد خصيصا للعملية مختلف مراحل قلع وإتلاف ودفن التين الشوكي، للقضاء على الحشرة وتفادي انتقال العدوى عن طريق الرياح من منطقة إلى أخرى.

 للتذكير، فإن المرض انتشر انطلاقا من ولاية تلمسان المحاذية للحدود الغربية، ليصل إلى وهران ومستغانم وغليزان ومعسكر والشلف المعروفة بزراعة التين الشوكي الذي يشكل مصدر رزق للعائلات، ببيع الفاكهة أو استعماله كسياج لتحديد الملكية وحماية الفلاحة من الحرائق.

 وعلى عكس بلدان الجوار، لم تعرف زراعة التين الشوكي رواجا كبيرا وعلى مساحات واسعة لاستغلاله في مجال الصناعات الصيدلانية والتجميلية والغذائية. وفي هذا الإطار، تتوفر ولاية وهران على تجربتين في مجال غرس الصبار تحت إشراف محافظة الغابات التي رخصت سنة 2017 لمستثمرة لخلق محيط وغرس الصبار على مساحة 18 هكتارا بمنطقة المناتسية، بلدية بن فريحة، لكن المشروع لم يعرف نجاحا كبيرا، إضافة إلى مشروع آخر بالطريق الرابط بين واد تليلات وأرزيو على مساحة 4 هكتارات بصدد تحقيق نتائج مرضية، ولم يتضرر بالحشرة القرمزية لحد الساعة.

 لكن التجربة لم تعرف تسجيل استصلاح محيطات أخرى في المناطق الغابية المعروفة بنوعية تربتها الصخرية، خاصة في المرتفعات الجبلية المتواجدة بولاية وهران.

 في سياق آخر، يعرف نشاط زراعة الصبار توسعا كبيرا في بلدان أمريكا اللاتينية وجزر الكناري، من خلال استغلال الصبار لتربية الحشرة القرمزية واستخلاص اللون القرمزي من الحشرة واستعماله كملون غذائي تحت رمز"E120" في الصناعات الغذائية والتجميلية وصناعة النسيج وبيعه بأثمان باهظة. وهو ما يتطلب اهتمام السلطات الجزائرية بهذا القطاع بالنظر لأهميته في مجال التصدير وجلب العملة الصعبة، خاصة أن الصبار معروف بمقاومته للجفاف وعدم حاجته للسقي وخلق مناصب شغل.

 للتذكير، فإن الولاية تعاني أيضا من انتشار حشرة "السكوليت" التي تسببت في إتلاف أكثر من 50 بالمائة من غابات الولاية التي تواجه خطر موت مؤكد لنصف الغطاء الغابي بأعالي المرجاجو وجبل السبع وغابة المسيلة وكناستيل، التي تشكل جزءا من هوية المدينة، بسبب انتشار الحشرات الآكلة للخشب "سكوليت"، وهو ما أكده آخر تقرير للمعهد الوطني للأبحاث الغابية بعد معاينة ميدانية في أكتوبر 2024.

 وباشرت محافظة الغابات أشغال قلع وحرق الأشجار المتضررة للقضاء على الحشرة في مرتفعات المرجاجو ومناطق أخرى.