رياضة

الجولة الأولى تعرّي الأندية الجزائرية في إفريقيا

اكتشف الجمهور الجزائري المستوى الحقيقي لخبرة الأندية الجزائرية التي تشارك تقريبا كل موسم في المنافسة الإفريقية.

  • 5166
  • 3:57 دقيقة
الصورة: ح.م
الصورة: ح.م

سجلت الأندية الجزائرية نتائج متباينة في الجولة الأولى من دور مجموعات رابطة أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية واحترمت لحد بعيد المنطق "الكروي".

في المنافسة الأغلى (رابطة الأبطال)، خيّب فريقا مولودية الجزائر وشبيبة القبائل جماهيرهما، بسقوط الأول في كيغالي أمام الهلال بنتيجة (1/2)، قبل تلقي الثاني ضربة موجعة في ملعب القاهرة بخسارة (1/4) أمام الأهلي المصري.

أما مسابقة كأس الكونفدرالية، فقد استهلها شباب بلوزداد بانتصار (2/0) على سينغيدا بلاك ستارز التنزاني، في حين حقّق حامل لقب نسخة 2023 انتصارا هاما (3/1) أمام سان بيدرو الإيفواري.

واكتشف الجمهور الجزائري المستوى الحقيقي لخبرة الأندية الجزائرية التي تشارك تقريبا كل موسم في المنافسة الإفريقية، وقطعت الجولة الأولى من مسابقة رابطة أبطال إفريقيا الشك باليقين، بأن النوادي الجزائرية لا تزال بعيدة كل البعد لمجاراة كبار القارة السمراء ومزاحمتهم على الألقاب.

العميد بعيد عن مستواه

وبعيدا عن الأسباب غير المقنعة التي يحاول المسؤولون في الاندية الجزائرية تبرير إخفاقاتهم القارية من كواليس وعوامل مناخية، فإن الظروف التي خاض فيها بطل الجزائر الجولة الأولى أمام الهلال السوداني كانت في صالحه، على اعتبار أن المنافس السوداني يستقبل في ملعب كيغالي في رواندا وبعيدا عن ملعبه وجمهوره، بسبب الظروف الأمنية في بلده.. ومع ذلك تغلّب على العميد وسجل هدفين عن طريق أخطاء بدائية ارتكبها لاعبو المولودية توحي أن الفريق لم يجهّز العدّة للذهاب بعيدا في هذه المسابقة، حيث ظهر جليا فارق المستوى الفني بين لاعبي الفريقين، إضافة إلى عامل الخبرة الذي صب في مصلحة الهلال، حيث يشارك فريق مولودية الجزائر للمرة الخامسة في دور مجموعات رابطة أبطال إفريقيا.

وبخسارته في كيغالي أمام الهلال السوداني في الجولة الأولى، يتعيّن على أشبال المدرب الجنوب إفريقي، رولاني ماكوينا، التدارك وتصحيح الأخطاء عندما يستقبلون في الجولة الثانية نادي ماميلودي سان داونز، الجمعة القادم في ملعب علي لابوانت بالدويرة ضمن المجموعة الثالثة.

"الكناري" دون جناحين في القاهرة

وكان حال فريق شبيبة القبائل أسوأ من المولودية، بسبب الهزيمة الثقيلة (1/4) التي مني بها أمام الأهلي المصري في بداية مغامرته في دور مجموعات رابطة أبطال إفريقيا، وهي الهزيمة التي أخلطت أوراق وحسابات المدرب الألماني جوزيف زينباور الذي بلغ هذا الدور بعد إزاحته الاتحاد المنستيري التونسي عن جدارة (3/0) في الذهاب و(2/1) في الإياب.

ولم يتمكن رفقاء زين الدين بلعيد من مسايرة الإيقاع الذي فرضه لاعبو الأهلي، حيث تلقى دفاع النادي الجزائري أربعة أهداف بطريقة ساذجة، كشفت المستوى الفني الحقيقي للاعب البطولة الجزائرية المحترفة، استعرض فيها لاعبو الأهلي عضلاتهم وبسطوا سيطرتهم في سيناريو شبيه بما حدث في النسخة الماضية، خلال شهر ديسمبر عندما دك الأهلي شباك شباب بلوزداد بسداسية خلال الجولة الثالثة من دور المجموعات.

وإذا كانت حظوظ فريقا مولودية الجزائر وشبيبة القبائل قائمة للعبور إلى الدور ربع النهائي، إلا أن المهمة لن تكون سهلة خاصة بالنسبة لـ "الكناري" المتواجد في مجموعة قوية تضم الأهلي ويانغ أفريكانز والجيش الملكي المغربي.

وسيبحث أشبال المدرب ينباور عن أول ثلاث نقاط عندما يستقبلون نهاية الأسبوع يانغ أفريكانز التنزاني لحساب الجولة الثانية. علما أن المنافس التنزاني فاز في الجولة الأولى على الجيش الملكي المغربي بهدف دون رد.

ومعلوم أن المنافسة الإفريقية تتوقف بعد الجولة الثانية بسبب نهائيات كأس أمم إفريقيا، وعليه فإن المولودية والشبيبة بحاجة إلى تدعيمات نوعية في الميركاتو الشتوي من أجل مواصلة المغامرة القارية.

"الشباب" و"سوسطارة" يستهلان المنافسة بفوز وفقط

وإذا كانت الخرجة الجزائرية "مخيبة" في رابطة أبطال إفريقيا، فإن الوضع مغاير في مسابقة كأس الكونفدرالية والتي تعتبر أقل درجة من الاهتمام مقارن بالمنافسة الأولى.

وبحكم استفادته من تجاربه الخمسة على التوالي في رابطة الأبطال، سجّل فريق شباب بلوزداد، حضورا قويا في دور مجموعات كأس الكونفدرالية، واستهل دور المجموعات بفوز مريح أمام سينغيدا بلاك ستارز التنزاني (2/0) وضعه في صدارة المجموعة الثالثة قبل التوجه في الجولة القادمة لملاقاة نادي أوتوهو الكونغولي.

وبالنظر للإمكانيات المادية والبشرية وخبرته في رابطة الأبطال، يملك شباب بلوزداد كل الإمكانيات للذهاب بعيدا في هذه المسابقة، مثلما هو الحال بالنسبة لبطل نسخة 2023 اتحاد الجزائر الذي حقق الأهم، أول أمس، وفاز بنتيجة (3/2) على نادي سان بيدرو الإيفواري في الجولة الأولى من دور مجموعات كأس الكونفدرالية. ويراهن المدرب عبد الحق بن شيخة لإعادة سيناريو 2023، لكن حالة اللااستقرار التي يعيشها النادي بسبب الخلافات الإدارية وانقسامات بين مجموعات المناصرين، أثّرت بشكل سلبي على مردود اللاعبين وجعلهم يخوضون جميع مبارياتهم تحت الضغط وأمام صافرات الاستهجان حتى عندما يكون النادي فائزا، مثلما كان عليه الوضع في لقاء سان بيدرو الإيفواري الذي أسال العرق البارد للعاصميين.

ولم يشفع الفوز لتصالح اللاعبين والطاقم الفني مع جمهور الاتحاد الذي انتقد اللاعبين والمدرب بن شيخة بشدة، مطالبين بتغييرات على مستوى التعداد وكذا على مستوى الجهاز الفني. وسيتنقل رفقاء القائد رضواني إلى المغرب في الجولة الثانية لمواجهة نادي آسفي ضمن المجموعة الأولى.

ويشارك الاتحاد للمرة الرابعة على التوالي في مسابقة كأس الكونفدرالية، حيث توقفت مغامرته في الدور ربع النهائي في النسخة الماضية، ويسعى في طبعة هذه السنة لرفع سقف طموحاته من جديد واستهداف اللقب الإفريقي في منافسة تشارك فيها أندية عاجزة على مقارعة "الكبار".

وبما أن مسافة الـ"ميل" تبدأ بخطوة، فإن كأس الكونفدرالية تعدّ محطة هامة للنوادي الجزائرية تسمح لهم بكسب الخبرة القارية والتحضير مستقبلا لدخول السباق على اللقب الأعلى رابطة الأبطال بـ "الخبرة" و"العدة".