أعلن الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش، أمس، عن قائمة المنتخب الوطني المعنية بتربص شهر نوفمبر الجاري، والذي سيشهد خوض مباراتين وديتين أمام كل من السعودية وزيمبابوي بمدينة جدة السعودية، تحضيرًا لنهائيات كأس إفريقيا للأمم بالمغرب.
إلى جانب الغياب اللافت ليوسف بلايلي، حملت القائمة مفاجأة غير متوقعة تمثلت في توجيه الدعوة للمدافع الشاب إلياس بن قارة، مدافع بوروسيا دورتموند الألماني، في خطوة أثارت الكثير من التساؤلات بين المتابعين، بالنظر إلى عمر اللاعب ومستواه التنافسي الحالي.
ويبلغ اللاعب الذي ينحدر من قسنطينة (والده كان لاعبا سابقا في مولودية قسنطينة) من العمر 18 سنة فقط، ويحمل منذ سن 14 ألوان بوريسيا دورتموند، حيث يشغل المدافع الأوسط. لكن أرقام اللاعب منذ بداية الموسم تبقى ضعيفة جدا، حيث خاص 3 مباريات مع فريق تحت 19 سنة الذي يشارك في رابطة أبطال أوروبا للشباب، إضافة إلى حضور رمزي مع الفريق الأول عندما رافقه إلى كأس العالم للأندية بالولايات المتحدة إلى جانب 5 من زملائه في فريق الشباب.
وخلال الندوة الصحفية التي أعقبت الإعلان عن القائمة، أوضح بيتكوفيتش أنه يتابع بن قارة منذ فترة، مضيفًا أنه أراد منحه فرصة لاكتساب أجواء المنتخب والتأقلم مع المجموعة. وقال الناخب الوطني في هذا الخصوص: "بن قارة لاعب واعد، أتابعه منذ فترة، نريده أن يعيش أجواء المنتخب ليبدأ مسار الاندماج التدريجي".
لكن هذه الخطوة قوبلت بتساؤلات وانتقادات في الوسط الكروي، بالنظر إلى أن معايير الاستدعاء ومعها توقيته الذي لا يبدو مناسبا تماما، فتربص نوفمبر يمثل المنعرج الأخير قبل المنافسة القارية بالمغرب، وكان من المنتظر أن يُوجَّه التركيز نحو اللاعبين الأكثر استعدادا لتحمل رهان وضغط مسابقة كبرى، حيث يبدو من غير المنطقي أن يراهن بيتكوفيتش على المستقبل في توقيت يفرض الجاهزية.
ويرى متابعون أن مثل هذه الدعوات المبكرة كان يفترض أن توجه إلى المنتخبات الوطنية الشبانية (أقل من 20 أو 23 سنة) لتكون مرحلة إعداد وتمرس تدريجية قبل الالتحاق بالمنتخب الأول، بدل الزج بلاعبين مازالوا في سن المراهقة وسط أجواء المنتخب الأول وعشية منافسة في غاية الأهمية.
ويستحضر الكثيرون في هذا السياق تجربة اللاعب شياخة، الذي تم استدعاؤه في وقت سابق رغم عدم بروزه حتى مع فريقه "المتواضع" بالدنمارك، قبل أن يتم الاستغناء عنه سريعًا دون منحه فرصة حقيقية، وهو ما يخشى المتابعون تكراره مع بن قارة.
وإذا كان توجه بيتكوفيتش نحو اللاعبين الشباب مزدوجي الجنسية قد يكون خطوة تهدف إلى ربطهم مبكرًا بالمنتخب الجزائري وتفادي خسارتهم لصالح منتخبات أخرى، فإن التوقيت يبقى محل جدل، خاصة وأن المنتخب على بعد أسابيع فقط من كأس إفريقيا التي تتطلب لاعبين في قمة الجاهزية والاستقرار.

التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال