توتر وتصعيد في مولودية الجزائر

يشهد فريق مولودية الجزائر، منذ مطلع أكتوبر الجاري، تصعيدا جديدا في الصراع المفتوح بين النادي الهاوي (CSA/MCA) والشركة الرياضية ذات الأسهم "العميد" (SSPA/Le Doyen)، بعد سلسلة من المراسلات الرسمية والاحتجاجات الميدانية التي باشرها رئيس النادي الهاوي، محمد خالدي، ضد الممولين والشركاء التجاريين للفريق.

وحملت مراسلة رسمية تحت رقم 1689، مؤرخة في 5 أكتوبر 2025، وجهها النادي الهاوي إلى رئيس مجلس إدارة الشركة الرياضية، اتهاما واضحا ضد إدارة الرئيس حكيم حاج رجم بـ"خرق الاتفاقية المبرمة للموسم 2024-2025، عقب شروعها في بيع الأقمصة الرسمية عبر متجر "Mouloudia Store" بالتعاون مع العلامة التجارية "بيك الجزائر".

وجاء في نص المراسلة أن هذا التصرف يعدّ تعديًا صريحًا على الحقوق الفكرية لنادي مولودية الجزائر، وأن أي استعمال للشعار والألوان دون موافقة كتابية مسبقة من إدارة النادي الهاوي، يعتبر مخالفا لأحكام الاتفاقية.

وجاء في مراسلة النادي الهاوي لمولودية الجزائر إلى الشركة الرياضة "كل ما تم من استخدام للشعار وألوان النادي من طرفكم أو من طرف شركة بيك، دون الموافقة الكتابية الصريحة من إدارة نادي مولودية الجزائر، يعد خرقًا لأحكام الاتفاقية وتعديًا على الملكية الفكرية للنادي".

وأكدت المراسلة أن النادي الهاوي "يبقي أبواب التفاوض مفتوحة لاستعمال ممتلكاته الرمزية في المجال التجاري، شرط احترام الإطار القانوني والاتفاقيات السارية"، مشددة على أن الإدارة "تحتفظ بحق اللجوء إلى القضاء لحماية مصالحها".

ولم تكتف إدارة النادي الهاوي بهذه المراسلة، فقد توجهت أيضا مراسلة أخرى إلى شركة "بيك الجزائر"، يطالبها فيها بوقف بيع الأقمصة الخاصة بالمولودية، بحجة أن اتفاقية التعاون المبرمة مع الشركة الرياضية ذات الأسهم فقدت صلاحيتها منذ 30 ماي 2025.

وجاء في نص تلك المراسلة أن أي عقد شراكة جديد تم توقيعه بعد هذا التاريخ يعتبر "خارج الإطار القانوني"، وهو ما وضع الممولين في موقف حرج.

وفي ذات السياق، كشفت وثائق داخلية لشركة أوريدو - الجزائر تحصلت عليها "الخبر" عن وقوع حادثة رسمية داخل متجر الشركة بمركز باب الزوار التجاري، بتاريخ 6 أكتوبر 2025.

وجاء في التقرير الممضى من قبل المسؤول التجاري للشركة: "حضر السيد محمد خالدي، رئيس النادي الهاوي مولودية الجزائر، إلى المتجر واحتج على بيع شريحة SIM MCA التي تسوقها الشركة في إطار شراكتها مع المولودية. وقد عبّر عن استيائه، مؤكدًا أننا لا نملك الحق في استعمال اسم النادي على الغلاف التجاري، كما أشار إلى نيته القيام بإجراءات قضائية لدى وزارة التجارة".

وتُظهر مراسلات داخلية لاحقة بين مسؤولي أوريدو أن الحادثة تم رفعها إلى الإدارة العامة، وسط تساؤلات حول "الإجراءات الواجب اتخاذها لتفادي تكرار مثل هذه المواقف"، ما يعكس قلقًا حقيقيًا داخل الشركة من تداعيات النزاع القانوني القائم.

وحسب مصادر قريبة من الملف، فإن هذه التطورات دفعت عددا من الممولين إلى مراسلة إدارة الشركة الرياضية "العميد" من أجل توضيح الوضع القانوني، في ظل تخوف واضح من احتمال تجميد العقود أو فسخها تجنبًا لأي متابعة قضائية.

ويبدو أن العلاقة بين الطرفين - النادي الهاوي والشركة الرياضية - دخلت مرحلة حساسة، بعد أن تحوّل الخلاف الإداري، الذي ثار في وقت سابق حول من يملك الأحقية في تسيير ملعب علي عمار، إلى نزاع قانوني مفتوح أمام الرأي العام والممولين، رغم كل محاولات تقريب وجهات النظر التي بذلت ومنها تدخل وزير الرياضة وليد صادي.