يعيش نادي وفاق سطيف، منذ أيام، على وقع حالة من الغموض والتجاذب داخل محيطه الإداري والفني، ازدادت حدتها بعد التصريحات الأخيرة للمدير الرياضي الجديد، عز الدين أعراب، التي أدلى بها صبيحة اليوم عبر أثير إذاعة سطيف.
ففي حوار دام قرابة سبع عشرة دقيقة، جدد أعراب تأكيده على التوجه نحو إحداث تغيير على مستوى العارضة الفنية للفريق. وتحدث عن اتصالات لم تثمر مع عدد من التقنيين الأجانب، في صورة المصري حسام البدري، والتونسي خالد بن يحيى، متجاهلا بالمناسبة التطرق لمستقبل المدرب الحالي توفيق روابح.
وكان رئيس مجلس إدارة الوفاق، نبيل قبايلي، قد عيّن توفيق روابح، مطلع أكتوبر الجاري، مدربا للفريق الأول، خلفا للألماني، أنطوان هاي، قرار وخيار لم يحقق الإجماع لدى الأنصار والمحبين، تلاه قرار أخر بتعيين عز الدين أعراب مديرا رياضيا، في خطوة فُسرت على أنها بداية مرحلة إعادة هيكلة واسعة يشرف عليها المساهم الرئيسي "سونلغاز".
منذ ذلك الحين، بدت العلاقة بين أعراب وروابح غامضة وغير منسجمة، خصوصا بعد أن لمح الأول في أولى خرجاته الإعلامية إلى نيته في إحداث تغيير على رأس العارضة الفنية، في ما فُهم أنه تجاوب مع احتجاجات الأنصار الرافضين لتعيين المساعد الأسبق لرابح سعدان.
ورغم ذلك، واصل روابح مهامه بشكل عادي، وقاد الفريق إلى تربص في عنابة، وقد حضر رئيس مجلس الإدارة، قبايلي، جزءا من التربص، وهو ما فُسّر على نطاق واسع بأنه دعم مباشر من "سونلغاز" لخيارها في الإبقاء على روابح.
لكن تصريحات أعراب اليوم في إذاعة سطيف، التي كشف من خلالها عن اتصالات متقدمة مع مدربين آخرين، أعادت الغموض إلى الواجهة، إذ بدا وكأن المدير الرياضي يسير في خط موازٍ لخيارات الإدارة، بل وربما يعمل على تمهيد الأرضية لتغيير قريب في العارضة الفنية.
اللافت أن الحوار الإذاعي بدا موجّها، وكأن الصحفي تجنّب أو دفع لعدم طرح أي سؤال عن مستقبل المدرب بطلب من أعراب نفسه، في حين ركّز الأخير على مواضيع أخرى مثل الصلاحيات التي قال إنها تقتصر على الجانب الرياضي فقط، والمشاريع التي أوضح أنها ليست من اختصاصه، إضافة إلى دعوته الأنصار إلى الالتفاف حول الفريق ودعمه إيجابيا. غير أن نبرة تصريحاته وطريقة تلميحه إلى البحث عن مدرب جديد، دفعت كثيرين إلى التساؤل عمّا إذا كان يسعى فعلا إلى دفع روابح نحو تقديم استقالته طوعا، لتجنّب الدخول في صراع قانوني أو دفع تعويضات مالية في حال الإقالة أو أنه بصدد ربح الوقت لغاية الاتفاق مع مدرب جديد أم أنه يتحدى خيار رئيس مجلس الإدارة.
وتتزامن هذه التطورات مع استعداد الفريق لخوض مباراة قوية هذا الأربعاء أمام اتحاد العاصمة بملعب 8 ماي 45، وهي مواجهة قد تكون حاسمة ليس فقط على الصعيد الرياضي، بل أيضا في تحديد ملامح المرحلة المقبلة داخل البيت السطايفي. وبين الغموض الإداري وضغط الأنصار، يترقب الجميع ما إذا كان وفاق سطيف قادرا على تجاوز هذه الأزمة الداخلية واستعادة توازنه، أم أن الوضع سيبقى على حاله بعيدا عن المكانة والمستوى اللذين يستحقهما هذا الفريق العريق.

التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال