رياضة

بيتكوفيتش أمام تحد جديد

لم يسبق للمدرب فلاديمير بيتكوفيتش أن خاض من قبل تجربة في عالم التدريب خارج أوروبا، وتعتبر محطته في الجزائر هي الأول.

  • 2050
  • 2:24 دقيقة
الناخب الوطني، فلاديمير بيتكوفيتش، الصورة: "الفاف".
الناخب الوطني، فلاديمير بيتكوفيتش، الصورة: "الفاف".

يستعد مدرب المنتخب الوطني الجزائري فلاديمير بيتكوفيتش لخوض مغامرة جديدة، هي الأولى في مشواره التدريبي، يكتشف من خلالها أجواء نهائيات كأس أمم إفريقيا ويرفع فيها تحديا جديدا، بعدما قاد "الخضر" إلى التأهل لـ"الكان" ومونديال أمريكا 2026.

لم يسبق للمدرب فلاديمير بيتكوفيتش أن خاض من قبل تجربة في عالم التدريب خارج أوروبا، وتعتبر محطته في الجزائر هي الأولى، فبداياته مع "الخضر" هي امتداد للنجاحات والاستحقاقات التي حققها على غرار إنجازاته مع المنتخب السويسري الذي استمر معه من  (2014 إلى 2021).

وقاد بيتكوفيتش منتخب سويسرا إلى الدور ربع النهائي في منافسة كأس أوروبا 2020، مزيحا بطل العالم منتخب فرنسا. كما بلغ المركز الرابع في النسخة الأولى لدوري الأمم الأوروبية موسم 2018-2019 وثمن نهائي مونديال 2018 وأمم أوروبا 2016.

ولا يختلف اثنان في أن مهندس تتويج لازيو روما بكأس إيطاليا سنة 2013 قد أعاد بناء المنتخب الجزائري منذ توليه عارضته الفنية في مارس 2024 خلفا للمدرب جمال بلماضي، من خلال ضخ دماء جديدة والمزج بين العناصر الشابة والمخضرمة التي تتمتع بالخبرة، ففرض فلسفة جديدة وأظهر حنكة تكتيكية في إدارة المباريات، جعلته يحسم التأهل لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 مبكرا وفي الصدارة، قبل حجز تأشيرة التأهل لمونديال 2026 بعد غياب عن النسختين السابقتين.

وبالرغم من تحقيقه انجازين مع المنتخب الوطني الجزائري بالتأهل للموعدين القاري والعالمي، إلا أن فلاديمير بيتكوفيتش لم يكسب بعد ثقة وشعبية كل الجماهير الجزائرية، بحجة أن الطريق نحو التأهل لكأس أمم إفريقيا وللمونديال كان معبّدا بالنظر إلى مستوى المنافسين، فتعرض للانتقادات حول خياراته الفنية من جهة وكذا بسبب فلسفته التي يولي لها أهمية بالغة لتحقيق النتائج على حساب المردود في منتخب يميل جمهوره أكثر إلى اللعب "الاستعراضي" ويشترط تحقيق الفوز بـ"النتيجة" و"الأداء".

ووسط تلك الانتقادات، تبقى نتائج بيتكوفيتش مع "الخضر" في صالحه خلال 20 مباراة خاضها في جميع المنافسات لحد الآن، جعلته يتفوق على جميع المدربين الذين مروا على المنتخب الوطني، حيث حقق 15 انتصارا مسجلا خط هجومه 51 هدفا، بينما تعادل في 3 لقاءات وتلقى هزيمتين فقط، وهي حصيلة لم يسبق أن حققها أي مدرب في المنتخب الجزائري خلال 20 مباراة .

المهمة ستكون مغايرة تماما في نهائيات كاس أمم إفريقيا التي ستنطلق، اليوم، في المغرب، على اعتبار أن التنافس سيكون في دورة مغلقة، يراهن فيها المدرب البوسني على رفع التحدي أولا ببلوغ الهدف الذي سطره مع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، من خلال تخطي عقبة الدور الأول في مجموعة تضم كلا من السودان وبوركينافاسو وكذا غينيا الاستوائية، لكن في تصريحات بيكتوفيتش خلال الندوة الصحفية التي نشطها قبل التنقل إلى الرباط كشف ان هدفه في "الكان" لن يقتصر على بلوغ الدور الثاني فحسب وإنما الذهاب بعيدا في هذه المسابقة وإسعاد الجماهير الجزائرية.

ويضرب قائد سفينة "الخضر" موعدا للجزائريين يوم الأربعاء القادم، عندما يستهل رفقاء القائد رياض محرز المنافسة الرسمية أمام منتخب السودان في ملعب مولاي الحسن بالرباط ضمن المجموعة الخامسة، علما أن المنتخب الوطني عجز عن تخطي الدور الأول من نهائيات كاس أمم إفريقيا في النسختين السابقتين، تحت قيادة المدرب جمال بلماضي، ما يجعل الرهان كبيرا بالنسبة للمدرب فلاديمير بيتكوفيتيش لمحو آثار الخيبة التي عاشها الجزائريون في هذه المنافسة القارية.