رياضة

حالة ترقّب في شباب بلوزداد بعد رحيل شرف الدين

قرار التوقيف يخصّ شركة "مادار" القابضة حصريًا، ولا يرتبط بتسيير شباب بلوزداد أو بقرارات تخصّ مجلس إدارته.

  • 5663
  • 2:47 دقيقة
عمارة شرف الدين
عمارة شرف الدين

تعيش أسرة شباب بلوزداد حالة من الترقّب، منذ تأكيد خبر إنهاء مهام عمارة شرف الدين، كرئيس مدير عام لشركة "مادار" القابضة، المالكة لأغلبية أسهم الشركة الرياضية أتلتيك بلوزداد.

منذ يوم أمس، سارع عدد من أعضاء مجلس إدارة شباب بلوزداد، إلى جانب مسؤولين وموظفين في الإدارة وحتى بعض اللاعبين "المقربين"، إلى التواصل مع شرف الدين للاستفسار عن صحة الأنباء المتداولة بشأن إنهاء مهامه على رأس "مادار"، وقد أكّد عمارة بنفسه صحة القرار، مشيرا إلى أن الخطوة كانت "مرتقبة ومنتظرة" بالنسبة له، ما يعكس أنه كان على علم مسبق بالتوجه نحو التغيير في قيادة الشركة القابضة.

وبحسب المعطيات المؤكدة، فإن قرار إنهاء مهام شرف الدين عمارة يخصّ شركة "مادار" القابضة حصريًا، ولا يرتبط تماما بتسيير شباب بلوزداد أو بقرارات تخصّ مجلس إدارته.

ومع ذلك، فإن شرف الدين بحكم موقعه السابق على رأس الشركة المالكة وعلى امتداد 7 سنوات كاملة، كان يلعب دورا مؤثرا في رسم السياسات العامة للنادي، ما يفسر حالة الاهتمام الكبيرة بالقرار داخل الأوساط الرياضية البلوزدادية.

منذ توليه قيادة "مادار"، لعب شرف الدين عمارة دورا هاما في تجسيد الشراكة الاستراتيجية التي أقرتها السلطات العليا، والتي جعلت من المجمع الداعم والممول الرئيسي لشباب بلوزداد بداية من 2018، وأسهم عبر الدعم المادي الكبير والميزانية المفتوحة التي وضعها تحت تصرف الفريق في تحقيق نقلة نوعية على صعيد النتائج والألقاب.

فقد عاش الفريق تحت إشراف شرف الدين، فترة استقرار مالي وتنظيمي، تُوّجت بعديد الألقاب والبطولات المحلية ومشاركات منتظمة في المنافسات القارية، وبشكل خاص في رابطة الأبطال الإفريقية.

ورغم كل ما تحقق، فإن خبر إنهاء مهام شرف الدين لم يلقَ تعاطفًا من أنصار شباب بلوزداد، على أساس أن الرئيس الأسبق للاتحاد الجزائري لكرة القدم كانت عليه تحفظات كبيرة بسبب أسلوبه في التسيير من موقعه، أولا كرئيس لمجلس الإدارة عند وصوله إلى الفريق في 2018، ثم كرئيس مدير عام للشركة المالكة كان يمسك سلطة القرار في كل كبيرة وصغيرة. إذ يرى الكثير من الأنصار أن العلاقة بين "مادار" والنادي، لاسيما في الفترة الأخيرة، افتقدت للشفافية، وأن الإدارة ابتعدت عن روح النادي وجماهيره، خاصة ما اتضح جليا رفضه الاستثمار في الفريق لتطوير البنية التحتية والمرافق وفتح رأسمال الشركة الرياضية وغيرها، رغم محاولته الأخيرة في تدارك ذلك، عبر إعلانه إطلاق مشروع الألماسية، وهو المشروع الذي لايزال حبيس أدراج المكاتب، كل هذا قابله بلوغ مستويات قياسية من النفقات والمصاريف.

ومن بين أبرز النقاط التي تسببت في خسارة شرف الدين لتعاطف الأنصار، تمسكه اللافت برئيس مجلس الإدارة السابق، مهدي رابحي، رغم الرفض الجماهيري لهذا الأخير بسبب أخطاء في التسيير، سواء في ملف الانتدابات أو اختيار المدربين، وهي العوامل التي ساهمت في السقوط الحر الذي سجله الشباب في الفترة الماضية، وقادت في الأخير إلى خروجه بموسم صفري العام الماضي، رغم الإمكانيات الكبيرة المتاحة، قبل أن يتم الاستغناء عنه في خطوة بدت متأخرة جدا.

وفي أعقاب قرار إنهاء المهام، تم تكليف لطفي بوعرعارة لتولي مهام الرئيس المدير العام لمادار بصفة مؤقتة، في انتظار تثبيت قيادة جديدة للشركة.

بوعرعارة، الذي شغل مناصب تنفيذية في فروع تابعة للمجموعة (يرأس فرع غلوبال أغري فود) يجد نفسه أمام مهمة دقيقة لضمان الاستمرارية في التسيير، والحفاظ على علاقة مستقرة مع إدارة شباب بلوزداد في هذه المرحلة الانتقالية.

وفي خضم هذه التطورات الإدارية، يواصل شباب بلوزداد تحضيراته لمواجهة حافيا كوناكري الغيني في ذهاب الدور التصفوي الثاني من كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وهي المباراة التي ستُجرى يوم الأحد المقبل بالسنغال، نظرًا لعدم تأهيل الملاعب في غينيا.

ومن المقرر أن يتنقل الفريق غدا إلى داكار، وسط شكوك حول مشاركة لاعب الوسط، جابر كاسيس، الذي قد يتخلف عن السفر بسبب وضعيته الإدارية تجاه الخدمة الوطنية.