38serv

+ -

قال: “سيدي المدير، لا يصح نشر تفاصيل البيع، ولا عناوين المستفيدين”.أجاب المدير: “أريد مسحهم”.قال: “تعرضهم وعائلاتهم للخطر”.أجاب المدير: “الوزير دعا صراحة إلى قتل صحيفتهم. وأنا أخاف من هؤلاء. ليذهبوا هم وعائلاتهم إلى الجحيم”.لقاءات واتصالات لا تنقطع. تنسيق واضح مع بعض الجرائد الخاصة التي تتسابق لترث مكانة “الخبر”. فكل شيء مر بسرعة منذ توجيه نداء بمنع إشهار الخواص عن صحف.قرأت ولم أصدق. الوزيرڤرين يدعو إلى قتل الصحف في حوار مع “كل شيء عن الجزائر”. ذكرني بأمراء التسعينات، عندما كانوا يوقعون على بيانات تتبنى الاغتيالات. وذكرتني نصوص يوميتين بالعربية بما كانت تنشره مناشير الجماعات عندما كانت تتهيأ لتنفيذ عملية.قال الوزير ڤرين، وقالت صحفه إن قضية “الخبر” وربراب هي قضية تجارية. فلماذا الانزلاق إلى مستوى الإجرام والتحريض عليه ؟قال الوزير وقالت صحفه إن القضية يتم تسييسها. فلماذا كل هذا الهرج والتهريج؟نعم، تنازلت عن أسهم مسار ومشوار. تنازلت طواعية عن أسهم، وأشعر براحة بال لأنني قمت بواجبي الجمهوري، وهو التصريح والتبليغ عند مصلحة الضرائب. لم أستعمل “الشكارة”. كل ما بنته “الخبر” من ممتلكات، منذ 1992، سنة الانطلاق في شراء مقرات عبر الولايات، لم يكن بالمال الوسخ. كانت لنا فرص للانتفاع من صفقات قذرة. لكننا، كمسيرين، اخترنا الطريق الأصعب، وهو النظافة والنزاهة.لقد وصلت إلى قناعة بأن مستقبل “الخبر” كمؤسسة قوية، أصبح مهددا بسبب خلافات داخلية نفخت فيها مصالح خارجة عن المؤسسة، هدفها الاستحواذ على الجريدة. فالصفقة ستنقذ المؤسسة من المصير المجهول. لن تعقدني سيدي من البيع، ولا من قيمة البيع. ولن تعقدني من نشره علنا. لأنك ستظل ظل نفسك. ستظل الفارس الباحث عن معركة افتراضية. أنت لم تكن لي مشكلة. ولن تكون لي مشكلة بالشكل الذي تتصوره أو تتخيله.وبكل تواضع، طيلة مشواري في الإعلام، لم أبتز وزيرا أو مسؤولا للحصول على أي امتياز. نعم أنا بشر كثير الأخطاء، ارتكب مخالفات في تجاوز السرعة، ومخالفات في عدم احترام الخط المستمر. وأحيانا أركن سيارتي في أماكن كتب عليها ممنوع التوقف. سحبت مني رخصة السياقة مرارا. وكنت دائما أدفع الغرامات.لن تعقدني بأنني وافقت على دخول مؤسسة ربراب. فهو لا تنطبق عليه قاعدة 49 بالمائة كحد أقصى عند دخوله شركة. وجزائري من حقه أن يشتري ويشارك، وأنا من حقي الدستوري البيع والتنازل.لن يعقدني من أمر، أو من سمح بنشر اسمي. فالفرق كبير بين مسارين ومشوارين.ليست في نيتي التشهير أو المساس بأحد. إنه الشعور بأسى كبير. ومع ذلك لا أضمر حقدا ولا بغضاء للذين كتبوا. فهم يعترفون بشرعية صفقة، وبنظافة المال.كان ممكنا أن نتحول إلى مليارديرات كمن هم حولك، وبالشكل الذي تعرفه عنهم. واليوم عقدنا صفقة تجارية. نصر على أنها تجارية.وفي الختام أتساءل: من له مصلحة في تنظيم اعتداء على الملكية الخاصة، والاعتداء على حق مستثمر في استثمار ماله. ألا ترى معي أن هذه الزوبعة، وكل هذا التهريج، هي من وسائل الساعة لإفشال محاولات كسب ثقة الجزائريين حتى يوظفوا مدخراتهم في النمو؟ فكيف ستقنعون المستثمر بالاستثمار في مثل هذا الجو ؟ ومن سيقبض نتائج الانكماش الاقتصادي؟ غريب نهجكم هذا، في وقت تدعو فيه الحكومة مؤسسات القطاع العام للاعتماد على نفسها. أليس معنى هذا أننا مقبلون على تفتيت المؤسسات واقتسامها باسم الخصخصة؟ هل هذا هو الهدف الحقيقي من نسف محاولات تعبئة القدرات الذهنية والمادية الداخلية؟أعتقد بذلك. وعلى ما يبدو لا يضركماستمرار الحال.. فقير يحرڤ، وغني يهرب.. ويهرب ماله[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: