احتفلت جريدة "الخبر"، بمرور 35 عاما على انطلاقتها، فمنذ صدور أول عدد لها في أول نوفمبر 1990 رسّخت "الخبر" مكانتها كواحدة من أبرز الصحف اليومية المستقلة في الجزائر، حاملة شعارها الذي أصبح مرادفا لنهجها المهني "الصدق والمصداقية".
إن ذكرى التأسيس، مناسبة تستحق التأمّل في منجزها، والتّحديات التي واجهتها، والدور الذي لعبته في المشهد الإعلامي الجزائري. حيث كانت البداية "التأسيس" في مرحلة تحوّل في الإعلام الجزائري، بعد انتهاء نظام الحزب الواحد، وظهور انفتاح نسبي على تعددية الصحافة.
تطورت "الخبر" خلال الـ35 عاما من مجرد جريدة يومية إلى مؤسسة إعلامية متكاملة، شملت مطبعة خاصة، شركة توزيع، ملاحق متخصصة، موقع إلكتروني متميز، جائزة دولية، قناة إخبارية عامة، وقناة تلفزيونية إلكترونية.
وخلال هذه المسيرة المتميزة، واجهت "الخبر" تحديات كبيرة، من بينها ما عُرف بالعشرية السوداء في الجزائر، حيث لعبت دورا في نقل الأخبار وسط أجواء صعبة. ومن أبرز ما حققته أنها أصبحت من بين الصحف الأكثر قراءة في الجزائر، وهي بذلك تُعد مرآة لتطور الصحافة الخاصة في الجزائر.
ومع دخول العصر الرقمي، ولجت "الخبر" إلى شبكة الإنترنت منذ أواخر التسعينيات، لتوسّع حضورها الوطني والدولي، من خلال مواقعها المتميزة على شبكات التواصل الاجتماعي، مستهدفة مختلف شرائح المجتمع من خلال تغطياتها الهادفة.
لقد ساهمت جريدة "الخبر" في تعزيز مفهوم الصحافة الخاصة والمستقلة في الجزائر، ما جعلها مرجعية في بعض الأوساط الصحفية، حيث خصّت صفحاتها بقضايا التنمية، المجتمع، الاقتصاد، الثقافة وغير ذلك، مركّزة تغطيتها على الجزائر العميقة، وهو ما يجعلها ميدانية في التناول الإعلامي وليس مجرد ناقل للبيانات. كما ساعدت في تكوين رأي عام، وتقديم إعلام عربي محلي يلبي حاجة الجمهور، مع تغطية وطنية ودولية. وتأسيسها لـ"جائزة الخبر الدولية" تخليد لروح رئيس تحريرها الشهيد عمر أورتيلان، والتي تُمنح سنويا في "اليوم العالمي لحرية الصحافة" (3 ماي) لتكريم الصحفيين الشجعان داخل وخارج الجزائر ممن يجسدون قيم المهنة النبيلة.
بالرغم من منجزاتها، تواجه "الخبر"، كما غيرها من المؤسسات الإعلامية، تحديات اقتصادية، توزيعية، رقابية، وتنافسية في عالم الإعلام الرقمي. لكن، يبقى الحفاظ على الاستقلالية والمصداقية من أبرز التحديات، خاصة في ظل تطورات المشهد الإعلامي والسياسي.
تسعى "الخبر" إلى تحقيق آفاق مستقبلية وذلك بالتوجه من جريدة ورقية، إلى تحقيق تكامل الوسائط (الرقمية، الفيديو، التفاعل الاجتماعي)، وتعزيز التوزيع، وتطوير المحتوى المتخصص.
وفي ذكرى انطلاقتها، يُمكن القول إن جريدة "الخبر" تمثل أكثر من عنوان صحفي، وأنها تجربة تُظهر كيف يمكن لصحافة عربية مستقلة أن تنشأ وتنمو في بيئة تتغيّر، وأن تُسهم في تكوين المشهد الإعلامي الوطني. على أمل أن تُحقّق خلال السنوات المقبلة مزيدا من الابتكار، والحفاظ على قيمها، والتجاوب مع المتغيّرات الرقمية والاجتماعية.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال