ثقافة

صرخة مخرجة فيلم "سي الحواس"

قالت شويخ إنه طوال الأشهر التالية، قامت رفقة فريقها بحضور عشرات اللقاءات مع مسؤولي وزارة المجاهدين، وفي كل مرة، كانت هناك تطمينات بأن "الحل قريب".

  • 578
  • 2:36 دقيقة
الصورة : ح.م
الصورة : ح.م

أكدت مخرجة الفيلم التاريخي "سي الحواس"، ياسمين شويخ، أنه في 14 فيفري 2024، تم إيقاف تصوير فيلم "الحواس"، بشكل مفاجئ ودون أي تبرير أو إشعار مسبق من قبل الجهة المنتجة؛ المركز الوطني للصناعة السينماتوغرافية "كنيك". وأوضحت شويخ أن المشكل الرئيسي هو توفير الإمكانيات والمعدات للفيلم لانجازه بشكل يليق بشخصية البطل الرمز سي الحواس، ووصفت ما يحدث بالشيء الغريب، لأن المطالب كانت بسيطة، لكن كانت تجد عراقيل في توفيرها وأرجعت سبب ما حدث إلى سوء تسيير للميزانية التي بلغت 33 مليار سنتيم.

عقدت المخرجة بتاريخ 14 فيفري 2024، لقاء مع المنتج والأمين العام لوزارة الثقافة والفنون، حيث تم الاتفاق، في ذلك اليوم، على تعليق مؤقت للتصوير لبضعة أيام، لإتاحة المجال للإنتاج لحل المشاكل العديدة التي كان الفريق يواجهها على أرض الواقع؛ المتعلقة بتوفير أبسط متطلبات تصوير فيلم تاريخي يليق بالجزائر (المتفجرات والإكسسوارات على سبيل المثال)، وليس لاتخاذ قرار توقيف المشروع تماما. غير أن هذا التعليق المؤقت لم يتبعه أي إجراء جاد، بل سادت الفوضى وبدأت سلسلة من الوعود الفارغة.

قالت شويخ إنه طوال الأشهر التالية، قامت رفقة فريقها بحضور عشرات اللقاءات مع مسؤولي وزارة المجاهدين، وفي كل مرة، كانت هناك تطمينات بأن "الحل قريب"، وأن الأمور ستُعالج "في الأيام القادمة". ورغم التزامها التام، واستجابتها لكل استدعاء والمطالب، لم تلمس أي نتيجة: "بقينا ننتظر، متمسكين بالأمل، دون جدوى".

تؤكد شويخ أنه منذ توقف التصوير، لم يتلقَ أي فرد من الفريق الفني أو التقني مستحقاته، سواء مقابل العمل المنجز أو النفقات التي تم تكبدها، حسب الالتزامات المعلنة، وهو ما ألحق ضررًا جسيمًا ليس فقط بالفريق، وبصفتها مخرجة الفيلم، وتقول "بعد أكثر من سنة ونصف من الصمت والوعود غير المنجزة، أجد نفسي مضطرة للخروج عن صمتي، والمطالبة بتسوية كافة المستحقات المالية العالقة واستكمال تصوير الفيلم".

أوضحت شويخ أن المشكل الرئيسي هو توفير الإمكانيات والمعدات للفيلم لانجازه ووصفت ما يحدث بالشيء الغريب، لأن المطالب كانت بسيطة، لكنهم وجدوا عراقيل في توفيرها، مشيرة إلى أن فريق العمل من تقنيين وممثلين وحتى الفنادق التي أقام فيها فريق العمل وكل المعدات اللوجيستيكية التي تم اكتراؤها، لم يتم تسديد ديونها.

واستغربت شويخ أن ميزانية الفيلم كبيرة، لكن قيل لها إنها انتهت، والناس لم تأخذ حقها "واحد ما خلص، هناك ديون كبيرة والأموال صرفت".. ومنذ 2024 والجميع ينتظر الحل؛ وأرجعت ما حدث إلى سوء تسيير في إنتاج الفيلم وميزانيته، متسائلة كيف تنتهي ميزانية الفيلم ونحن لم نكمل التصوير؟ كيف تنتهي والناس لم تأخذ أجورها؟ والميزانية ليست ضعيفة بل مهمة 33 مليار".

أشارت ياسمين شويخ أن فريقها كان يعمل في ظروف صعبة جدا، ولكن كل واحد قدم ما عليه، لأن الفيلم تاريخي، قائلة "في الأخير نقول رأينا وكأننا نسيء للتاريخ، لأننا نعمل في ظروف لا تليق بالفيلم وسكتنا عن أشياء كثيرة ناقصة، والأمر لا يتعلق بظروف المسكن والأكل، بل بالظروف التي تسمح بانجاز فيلم في المستوى العالمي على الأقل تقنيا".. واشتكت شويخ من نقص الإمكانيات حيث كان ينقصها الكثير من المعدات اللوجيستيكية التي تساهم في نجاح الفيلم.

تأسفت شويخ أن يواجه فيلم مثل فيلم "سي الحواس" كل هذه المشاكل، وقالت: كيف نسمح في فيلم صور منه 70 في المائة، وهو فيلم ليس عاديا؛ لأنه يتطرق لمسار قائد ثورة ورمز للحرية التي ننعم بها نحن اليوم، واعتبرت ذلك تقليلا ونقصا للاعتبار لهذه الشخصية الرمز، رمز الشهداء والمجاهدين، وأكدت أن فيلم "سي الحواس" ليس مجرد فيلم سينمائي؛ بل هو مسؤولية تاريخ وهوية وطن.