"الحب في زمن الحرب" رواية جديدة ألفها باللغة الفرنسية، الكاتب الصحفي القدير عبد الكريم غزالي، صدرت حديثا عن دار النشر "القصبة".
العمل الأدبي أراده غزالي وفاء لذاكرة والدته وتكريما لها، يصفها فيه بأنها "امرأة حياته"، حيث يروي جرأتها في مواجهة سلطة الرجل والتقاليد البالية في مجتمع الأوراس لتحقيق حبها. بكلام آخر، تحيي رواية "الحب في زمن الحرب"، لحظة قررت فيها امرأة أن تؤكد ذاتها وتسلك طريق التمرد على النظام الأبوي والمجتمع لتعيش حبها بحرية واختياره بنفسها.
ووراء هذه القصة، التي تخرج عن المألوف في وسط مقيد بالأعراف والممنوعات، تنبسط لوحة أرحب، تصور مجتمعا بكامله، رجالا ونساء، منخرطا في معركة التحرر من الاستعمار.
ويستند الكاتب في سرده للقصة إلى رغبتين متوازيتين في التحرر: الذات الأنثوية والوطن الأسير، لتتكون من خلالهما رؤية ذات بعد تاريخي، تذيب الخاص في العام، وتحيل القارئ إلى ذاكرة الأوراس ومعانيه الوطنية، ومن هنا، كما يبدو، جاء العنوان "الحب في زمن الحرب".
ففي واقع يرزح تحت قهر مزدوج، بين سطوة التقاليد وقسوة الاستعمار، لم تجد تلك المرأة (والدة الكاتب) وسكان الأوراس سوى سبيل الرفض والمقاومة، دفاعا عن أسمى ما يملكه الإنسان: العاطفة الصادقة، حبا كان لرجل أو للوطن. والمقصود بـ "تحقيق حبها" هو تمكن الأم من عيش حبّها بحرية واختياره بنفسها، رغم ما كان يفرضه المجتمع التقليدي من قيود.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال