ثقافة

وهران: اكتشاف حصن إسباني منسي

يندرج الحصن ضمن النظام الدفاعي العسكري الإسباني حول مدينة وهران.

  • 8000
  • 2:15 دقيقة
الصورة: م.ح
الصورة: م.ح

كشفت المهندسة المعمارية رجاء فرحات، في تصريح لـ"الخبر"، عن توصلها لتحديد موقع الحصن الإسباني "سان فيرناندو" في الجهة اليمنى من واد راس العين بشارع غنة الهواري (بايار سابقا) بحي الأمير خالد (حي الكمين)، يندرج الحصن ضمن النظام الدفاعي العسكري الإسباني حول مدينة وهران.

ونشرت الباحثة في الهندسة المعمارية، رجاء فرحات، نتائج أبحاثها في مجلة إيطالية مختصة بعنوان "علم الحفاظ على الإرث الثقافي" صادرة بتاريخ 23 جويلية 2025، وعنونت المقال "حصن وهران المنسي"، باللغة الإنجليزية في إطار دراستها أطروحة الدكتوراه بقسم الهندسة المعمارية جامعة العلوم والتكنولوجيا محمد بوضياف بوهران، بعد مناقشة ماجستير حول النظام الدفاعي العسكري الإسباني لمدينة وهران.

وأكدت الباحثة أن اهتمامها بحصن "سان فيرناندو" جاء من أجل تصحيح موقع المنشأة الإسبانية بواد راس العين كآخر حلقة في النظام الدفاعي الإسباني، وهو ما يفسر اختيار عنوان البحث "حصن وهران المنسي".

وقالت رجاء فرحات إن الأبحاث الميدانية سمحت باكتشاف الحصن المتواجد وسط الحي الشعبي "الكمين"، وهو محاط بالبنايات الفوضوية التي تحول دون العثور عليه بسهولة ورؤيته من بعيد، وأضافت: "التقيت صدفة بعائلة تقطن داخل الحصن في مسكن شيدته عائلة من أصول إسبانية أثناء الفترة الاستعمارية دون المساس بالمنظر العام للحصن، وبعد الاستقلال قامت العائلة المقيمة بأشغال توسعة وبناء منازل أخرى فوق سطح الحصن القديم، لكن وضعية المنشأة لا تزال محفوظة ولم تتعرض للتخريب، على عكس المنطقة المحيطة بالحصن التي غزتها سكنات فوضوية كثيرة".

وقدمت الباحثة نبذة عن تاريخ المدينة منذ تأسيسها سنة 902 ميلادية من طرف بحارة أندلسيين، لغاية الاحتلال الإسباني سنة 1509 والمعارك العديدة التي خاضتها جيوش إيالة الجزائر بقيادة حسان باشا والقبائل المحلية في معارك 1535 و1563 وتمكنهم من الاستيلاء على حصن سان فيليب أو "قلعة القديسين" كأضعف حلقة في النظام الدفاعي الإسباني. ونفس الأمر تكرر أثناء حملة أخرى ضد الاحتلال الإسباني سنة 1676، وتكللت آخر الحملات بقيادة الباي مصطفى بوشلاغم سنة 1708 بالتحرير الأول لوهران بعد السيطرة على الموقع والدخول لمدينة وهران وطرد الإسبان، وهو ما دفع بالإسبان، بعد استعادتهم للمدينة سنة 1732 واحتلالها مجددا بالهجوم من نفس الموقع، إلى التفكير في تدعيم حصن "سان فيرناندو" بتقوية الدفاعات ضد قذائف المدافع والرفع من عدد الحامية التي تصل إلى 70 جنديا، وربطها بأنفاق أرضية لحصن "سان فيليب" وبقية النظام الدفاعي الإسباني ضمن خط الدفاع الأول، بالإضافة إلى مهمة الحصن في تأمين "نبع راس العين" مورد المياه الوحيد للمدينة منذ قرون.

وأوكلت الأشغال للمهندسين المعماريين خوان بلاستير وخوزي فاليخو المهندس العسكري سنة 1734، أثناء حكم الملك فيليب الخامس، وإنجاز أشغال ربط حصون سان فريناندو مع سان فيليب بأنفاق أرضية سنة 1775.

ويضم النظام الدفاعي مجموعة من الحصون انطلاقا من داخل القصبة العتيقة وحصون سانتا كروز وسان غريغور. وفي الجهة المقابلة روز الكازار، حيث يوجد حاليا قصر الباي، وسان أندري وسان فليبي في الجهة اليمنى لواد راس العين، ومراكز مراقبة متقدمة.

ومن توصيات الباحثة في مقالها العلمي، استرجاع "حصن سان فيرناندو" وترميمه وإدراجه ضمن مسار سياحي يشمل النظام الدفاعي العسكري الإسباني.