تحتضن قاعة السينما "جرجرة" بولاية تيزي وزو، ظهر اليوم، عرضا خاصًا للفيلم الوثائقي "كرة الكرامة"، من تأليف وإخراج رشيد ديغير، وذلك في إطار فعاليات شهر الثقافة والفنون، الذي تنظمه وزارة الثقافة والفنون تحت إشراف والي ولاية تيزي وزو، أبوبكر الصديق بوستة.
ويأتي هذا العرض ضمن برنامج ثقافي شامل تشرف عليه مديرية الثقافة والفنون لولاية تيزي وزو، يهدف إلى تعزيز الذاكرة الوطنية من خلال إبراز محطات نضالية بارزة في تاريخ الجزائر، وتسليط الضوء على رموز المقاومة عبر الفنون، وخاصة الفن السابع.
يسلط الفيلم الوثائقي الضوء على الدور المحوري الذي أداه فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم، الذي تأسس سنة 1958، في دعم الثورة الجزائرية على الصعيد الدولي، ويعرض العمل كيف تحولت كرة القدم من مجرد لعبة إلى أداة دبلوماسية وإعلامية، ساهمت في التعريف بالقضية الجزائرية أمام العالم.
الفيلم يعتمد في سرده على شهادات حية لمجموعة من اللاعبين والمناضلين الذين عايشوا تلك المرحلة، إلى جانب مشاهد أرشيفية نادرة تُبرز التضحيات التي قدمها الفريق في سبيل الوطن، كما يسلط الضوء على العلاقة المتينة بين الرياضة والهوية الوطنية.
يتميّز هذا العرض بحضور خاص للاعب الدولي السابق محمد معوش، أحد أبرز أعضاء فريق جبهة التحرير الوطني، الذي يُعدّ من الشخصيات البارزة في تاريخ الرياضة الجزائرية. وقد شكلت مشاركته في هذا الحدث لحظة مؤثرة، استُحضرت فيها ذاكرة رياضية نضالية لا تزال محفورة في وجدان الجزائريين.
وفي تصريح له بالمناسبة، أكدت مديرة الثقافة والفنون لولاية تيزي وزو أن هذه التظاهرة تندرج ضمن إستراتيجية وطنية تهدف إلى تعزيز الوعي التاريخي لدى الأجيال الصاعدة، من خلال أعمال فنية تستلهم من ماضٍ مجيد، وتُجسّد الروابط المتينة بين الثقافة والنضال.
كما نوّهت المتحدثة بأهمية توظيف السينما كوسيلة لتوثيق محطات من التاريخ الجزائري بطريقة بصرية مؤثرة، تضمن بقاء الرسالة حية في أذهان المتلقين.
بهذا العمل، يواصل المخرج رشيد ديغير جهوده في تقديم سينما وثائقية ملتزمة، تعيد فتح صفحات مشرقة من تاريخ الجزائر، وتُبرز كيف يمكن للرياضة أن تكون سلاحًا في معركة التحرر، ورسالة نبيلة تتجاوز الملاعب لتبلغ أروقة السياسة والدبلوماسية.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال