لقد أولى الإسلام البحث العلمي أهمية كبيرة، حيث جعل طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، ورفع من مكانة العلم، واعتبر الوفاة في سبيل العلم شهادة، ومن خلال العلم يتحقق تقدم البشرية وتتطور بشكل كبير، وتحصل على الرفاهية الكبيرة. كما دعا الإسلام إلى تمجيد العقل، واعتبر شهادة العلماء بمثابة شهادة الملائكة، ولقد مدح الله العلماء في كتابه فقال تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “العلماء ورثة الأنبياء”، هذا لما لهم من أثر كبير في إنارة العقول وإزالة الجهل عنها، وارتباطهم ببناء الحضارة وتقدم الأمم.
ولقد أصبحت الحاجة إلى البحث العلمي في وقتنا الحاضر أشد منها في أي وقت مضى؛ حيث أصبح العالم في سباق محموم للوصول إلى أكبر قدر ممكن من المعرفة الدقيقة المثمرة التي تكفل الراحة والرفاهية للإنسان وتضمن له التفوق على غيره.
وبعد أن أدركت الدول المتقدمة أهمية البحث العلمي وعظم الدور الذي يؤديه في التقدم والتنمية، أولته الكثير من الاهتمام وقدمت له كل ما يحتاجه من متطلبات، سواء كانت مادية أو معنوية؛ حيث إن البحث العلمي يعتبر الدعامة الأساسية للاقتصاد والتطور. وتزداد أهمية البحث العلمي بازدياد اعتماد الدول عليه؛ لاسيما المتقدمة منها لمدى إدراكها لأهميته في استمرار تقدمها وتطورها، وبالتالي تحقيق رفاهية شعوبها والمحافظة على مكانتها.
ويساهم البحث العلمي في تطوير المجتمعات ونشر الثقافة والوعي والأخلاق القويمة فيها باستمرار، وتزداد أهمية البحث كلما ارتبط بالواقع أكثر فأكثر، فيدرس مشكلاته ويقدم الحلول المناسبة لها.. كما يفيد البحث العلمي الإنسان في تقصي الحقائق التي يستفيد منها في التغلب على بعض مشاكله، كالأمراض والأوبئة، أو في معرفة الأماكن الأثرية، أو الشخصيات التاريخية، أو في التفسير النقدي للآراء والمذاهب والأفكار، وفي حل المشاكل الاقتصادية والصحية والتعليمية والتربوية والسياسية وغيرها، ويفيد في تفسير الظواهر الطبيعية والتنبؤ بها عن طريق الèi وصول إلى تعميمات وقوانين عامة كلية.
ويمكن القول إن البحث العلمي في وقتنا الحاضر أصبح واحدا من المجالات المهمة التي تجعل الدول تتطور بسرعة هائلة وتتغلب على كل المشكلات التي تواجهها بطرق علمية، ومرجع ذلك أن تأثير البحث العلمي في حياة الإنسان ينبع من مصدرين هما: الأول يتمثل في الانتفاع بفوائد تطبيقية، حيث تقوم الجهات المسؤولة بتطبيق هذه الفوائد التي نجمت عن الأبحاث التي تم حفظها باستخدام المدونات وتسهيل نشرها بالطبع والتوزيع وطرق المخاطبات السريعة التي قضت على الحدود الجغرافية والحدود السياسية، والثاني يتمثل في الأسلوب العلمي في البحث الذي يبنى عليه جميع المكتشفات والمخترعات.
وتتجلى أهمية البحث العلمي أكثر وأكثر في هذا العصر المتسارع الذي يُرفع فيه شعار البقاء للأقوى والبقاء للأصلح، إذ أصبح محرك النظام العالمي الجديد هو البحث العلمي والتطوير..!
ويمكننا تلخيص أهمية البحث العلمي في اكتشاف معارف جديدة، وحل المشكلات التي تعرض للإنسان في حياته، وتقديم التفسيرات للظواهر، وتحليلها، ووضع القوانين التي تسير عليها، والتنبؤ بمسارها في المستقبل. كما أنه يرفد المعرفة الإنسانية ويثري المجتمع بالمعلومات، فيزيد في تطويره ونموه ومواكبة السباق الحضاري بين الأمم، وهو السبب الرئيس للتقدم الهائل الذي وصل إليه الإنسان. كما أن البحث العلمي ضرورة قائمة لكل إنسان مهما كان علمه أو مركزه، لأن مشكلات ونوازل الحياة اليومية تتطلب تفكيرا ومنهجا علميا لحلها.
ولكي تزدهر حركة البحث العلمي وتؤتي ثمارها وتنعكس نتائجها في تقدم العلوم والآداب والفنون، محققة للأمة التقدم والازدهار والخير للعالم أجمع، فإن توفير البيئة الصالحة المعينة للعلماء والباحثين أهم سبب لتحقيق ذلك، ومن شروط البيئة العلمية لإجراء البحوث توفير متطلباتها وإزالة معوقاتها. ومن أجل التغلب على هذه المعوقات التي تقف في وجه البحث العلمي في بلادنا العربية، أوصي بضرورة دعم وإنشاء المكتبات العلمية وجعلها غنية بالمحتوى المعرفي الحديث سهلة التناول للباحثين، وزيادة الصرف من ميزانيات الدول العربية على البحث العلمي، إلى جانب تحفيز البحث العلمي والباحثين معنويا وماديا، بالإضافة إلى نشر ثقافة البحث العلمي وحب المعرفة.
الخبر
27/04/2025 - 23:28

الخبر
27/04/2025 - 23:28
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال