دعا قادة بارزون من مسلمي أستراليا، الحكومة الاتحادية، إلى إصلاح علاقتها "المتصدعة" مع الجالية، فيما قال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي إنه سيُمعن النظر "بعناية" في توصيات المبعوث الخاص لمكافحة الإسلاموفوبيا.
طالب قادة مسلمون في أستراليا، الحكومة الأسترالية بمزيد من الإجراءات لمعالجة التمييز بعد أن سلم المبعوث الخاص لمكافحة الإسلاموفوبيا تقريره "الذي طال انتظاره" الجمعة الماضية، مؤكدين أن الإسلاموفوبيا "لم تُعالَج بالكامل" وأن التقرير "خطوة أولى" وأن المطلوب أكثر بكثير.
وأصدر المبعوث الخاص لمكافحة الإسلاموفوبيا، أفتاب مالك، تقريره "المُنتظَر منذ وقت طويل" الجمعة الفائتة، متضمنا 54 توصية للحدّ من خطاب الكراهية ضد المسلمين "الإسلاموفوبيا".
وأكد أفتاب أن توصياته تستهدف التأثير "الحقيقي والواسع" للإسلاموفوبيا في أستراليا، ووصف اللحظة بأنها "حاسمة ومُنتظرة". مؤكدا أن الإسلاموفوبيا "لم تُعالَج بالكامل" في البلاد، ومضى إلى القول إنها "تعرّضت أحيانا للتجاهل والإنكار".
وشملت التوصيات جميع الوكالات الحكومية الكبرى، وارتكزت إلى ثلاثة محاور هي "المساءلة والمسؤولية، الحماية والدعم، والتثقيف والتوعية".
ودعا مالك إلى منح ملف الإسلاموفوبيا "الحقوق والحماية ومسارات التقاضي نفسها" المطبقة على أشكال التمييز الأخرى، وذهب إلى وجوب "إجراء مراجعة لقوانين مكافحة الإرهاب، وتشكيل لجنة تقصّي حقائق بشأن العنصرية المعادية للفلسطينيين والعرب".
في حين، قال الوزير الأول الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، إنه سيبحث التوصيات "بعناية". رافضا مزاعم أن الكراهية ضد المسلمين لم تحظَ بالاهتمام نفسه الموجّه إلى جماعات أخرى، مؤكدا أنه سيواصل "التعاون الوثيق" مع المبعوث، قائلا "يجب أن يشعر الأستراليون بالأمان والانتماء أينما كانوا"، مبينا أن "استهداف الناس بسبب معتقداتهم الدينية ليس هجوما عليهم فحسب، بل هو هجوم على قيمنا الأساسية". مشددا على ضرورة "اقتلاع الكراهية والخوف والتحيز الذين يغذون الإسلاموفوبيا والانقسام في مجتمعنا".
من جهتها، أكدت المسؤولة في منظمة "إسلاموفوبيا ريجستر أستراليا"، شرارة عطاي، في تصريح لـ"أس بي أس نيوز" الأسترالية، بوجود "علاقة متصدعة" بين الجالية المسلمة والحكومة الاتحادية. مشيرة إلى أن هناك حالة واسعة من "انعدام الثقة لدى الجالية". وأفادت أن "الطريقة التي قوبلت بها معاناة مجتمعنا لم تُعامَل بالمستوى نفسه من الاهتمام كما هو الحال مع جماعات أخرى"، ملفتة إلى أن "ترميم هذه العلاقة سيحتاج إلى جهد كبير".
بدوره، رحّب المستشار البارز في المجلس الوطني للأئمة، بلال رؤوف، بالتقرير، قائلا إنه يعزّز المطالبة بسن حمايات دينية دافعت عنها الهيئات الدينية. وشدد على أن الكرة في ملعب حكومة ألبانيزي لأخذ التوصيات "بجدية، لا على سبيل رفع العتب".
تجدر الإشارة إلى أن السلطات الأسترالية، أكدت الجمعة الماضية، أن ظاهرة معاداة المسلمين في البلاد قد بلغت "مستويات غير مسبوقة"، بناء على ما جاء في تقرير أعده المبعوث الخاص للحكومة لمكافحة الإسلاموفوبيا، مشيرا إلى تسجيل زيادة 150 في المائة لحوادث الكراهية بحلول نوفمبر 2024.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال