لم يكتف المستوطنون المقتحمون للأقصى في الأول والثاني من جوان الجاري، بتدنيس المسجد الأقصى بطقوسهم وصلواتهم التي أدوها بمناسبة ”عيد الأسابيع” اليهودي، بل تعمّدوا إثارة الجدل بتصويرهم مقطع فيديو تظهر خلاله أرضية تخضع لعملية ترميم أمام باب القطّانين. وأرسل هؤلاء المقطع للصحفي الإسرائيلي أرنون سيغال الذي يعدّ أحد أبرز نشطاء جماعات الهيكل، والذي يقتحم الأقصى بشكل مستمر، وينظم جولات إرشادية في ساحاته، ويتغنى بإنجازات المتطرفين فيها.
ونشر سيغال صورة للموقع الذي يخضع للترميم، وكتب خبرا على موقع ”المصدر الأول” الإخباري الإسرائيلي جاء فيه أن ”اليهود الذين صعدوا إلى جبل الهيكل (المسمى التوراتي للمسجد الأقصى) دُهشوا لرؤية جصّ جديد يغطي أرضيات قديمة في الجانب الغربي، وهي الأرضية التي ينسبها لين ريتماير إلى عهد هيرودوس”. وقال الباحث في تاريخ القدس، إيهاب الجلاد، في تصريح لـ«الجزيرة نت”، إن هذه المنطقة قريبة جدا من الحائط الغربي للمسجد، والتي يمر أسفلها النفق الغربي، وبالتالي فإن الحفريات كانت وما زالت دائما موجودة، وبالإضافة إلى تلك الحفريات التقليدية في منطقة الحائط الغربي التي نفذت في سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، توجد حفريات أخرى أسفلها.
وبالنسبة للأرضية الحجرية الضخمة التي هبطت قرب باب القطّانين، يؤكد الجلاد أنها من زمن الناصر محمد بن قلاوون في الفترة المملوكية وعمرها حوالي 700 عام، وبنيت عام 1321 للميلاد تقريبا. ويقول الجلاد إن ”الزلازل والحفريات والضغط المتمثل بسير الناس على هذه الأرضيات لقرون طويلة، والمباني المحيطة بها وعدم وجود ترميمات مستمرة، كل ذلك يؤدي إلى إضعاف هذه الحجارة وتخلخل الطبقات الأرضية أسفلها”، وأضاف أن عدم توقف الحفريات بالتزامن مع منع عمليات الترميم هما أهم العوامل التي أدت إلى هبوط هذه الأرضية.
عبد الحكيم قماز
25/06/2025 - 22:59
عبد الحكيم قماز
25/06/2025 - 22:59
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال