العالم

الإمارات في عين الإعصار بسبب دعم مليشيا "الدعم السريع"

مجلس حقوق الإنسان الأممي، يقرر إرسال بعثة للتحقيق في عمليات "القتل الجماعي" التي ارتكبت في الفاشر بالسودان.

  • 4516
  • 3:42 دقيقة
الصورة: وكالات
الصورة: وكالات

قرر مجلس حقوق الإنسان الأممي، إرسال بعثة تقصي إلى السودان للتحقيق في عمليات "القتل الجماعي" التي ارتكبت في الفاشر بالسودان، فيما أكد المفوض السامي للمجلس، أن الوضع خطير وبأن برك الدم في الفاشر تمت ملاحظتها من الفضاء. هذا ودعت الولايات المتحدة بوقف تموين مليشيا الدعم السريع بالأسلحة، دعوة تزامنت مع توالي التقارير الإعلامية وتقارير منظمات حول الدور الإماراتي في دعم مليشيا الدعم السريع.

اعتمد أعضاء مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، خلال جلسة خاصة في جنيف، الجمعة، بالإجماع، مشروع قرار ينص على تشكيل بعثة مستقلة لتقصي الحقائق من أجل التحقيق في عمليات "القتل الجماعي" التي ارتكبت في الفاشر بالسودان.

ويطالب القرار من "بعثة تقصي الحقائق" إجراء "تحقيق عاجل بما يتوافق مع ولايتها بشأن الانتهاكات المزعومة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني المرتكبة في الفاشر وحولها".

كما يطالب من "بعثة تقصي الحقائق" تحديد جميع الأشخاص الذين تتوفر ضدهم أسباب معقولة للاعتقاد بأنهم مسؤولون عن الانتهاكات والتجاوزات المزعومة ودعم الجهود الرامية إلى ضمان مساءلة مرتكبي تلك الانتهاكات، فيما رحبت وزارة الخارجية السودانية، في بيان، ما جاء في قرار مجلس حقوق الإنسان الأممي.

واعتبر المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أن العنف الذي تشهده مدينة الفاشر في السودان "وصمة عار" على المجتمع الدولي الذي فشِل في وضع حد له.

وأشار تورك إلى "بقع الدم التي تلطّخ الأرض في الفاشر وتم تصويرها من الفضاء"، واصفاً هذا العنف بأنه "وصمة العار في سجل المجتمع الدولي أقل وضوحا للعيان، لكن تداعياتها ليست أقل".

ولفت في تصريحات صحافية، الجمعة، إلى أن فريقه "يجمع أدلة على الانتهاكات التي يمكن استخدامها في إجراءات قانونية"، وشدد على أن "المحكمة الجنائية الدولية أشارت إلى أنها تتابع الوضع عن كثب". وأكد تورك مخاطبا "جميع المتورطين في هذا النزاع يجب أن يعلموا: نراقبكم والعدالة ستسود". ودعا تورك إلى تحرّك دولي عاجل لوقف "الفظائع المروّعة" في مدينة الفاشر السودانية، محذرا من الانتظار حتى يعلن الوضع "إبادة جماعية".

وكانت المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين، قد تلقت عدة تقارير عن "إعدامات مروّعة" و"عنف جنسي استهدف النساء والفتيات"، ارتكبته "مجموعات مسلّحة أثناء الهجمات وعلى المجموعات الفارّة".

وحذّرت الأمم المتحدة، الجمعة، من أن أكثر من 21 مليون شخص في السودان يواجهون حاليا انعداما حادا في الأمن الغذائي، أي ما يعادل نحو 45 بالمائة من إجمالي السكان.

ودعت الخارجية الأمريكية، إلى ضرورة تحرك دولي لقطع إمدادات الأسلحة عن قوات الدعم السريع، محذرة من عواقب استمرار ذلك، وذلك مع تواصل الهجمات التي كان أحدثها، الخميس، في الولاية الشمالية، والتي استهدفت سدا رئيسيا في مدينة مروي.

ورفض روبيو تسمية دولة بعينها، لكنه قال: "إنها تمر عبر دولة ما، ونحن نعرف من هم، وسنتحدث معهم بشأنها ونُفهمهم أن ذلك سينعكس سلباً عليهم، وعلى العالم، إذا لم نتمكن من إيقاف هذا".

الإمارات ممون رئيسي للحرب

لكم اسم الطرف أو الدولة التي لم يرد روبيو الكشف عنها في تصريحه، لاعتبارات عدة، والمتورطة في دعم المليشيا السودانية، أشارت إليها عدة تقارير وتحقيقات إعلامية ومنظمات حقوقية دولية، آخرها التقرير الذي أجرته صحيفة "صنداي تايمز"، كشفت فيه عن دور الإمارات العربية المتحدة في تأجيج الفظائع في السودان، مؤكدًا نتائج سابقة للأمم المتحدة تربط طرق تهريب الأسلحة والذهب الإماراتية بقوات الدعم السريع، وهي ميليشيا متهمة على نطاق واسع بارتكاب جرائم حرب في دارفور.

ورغم نفي أبو ظبي المتكرر، يقول التحقيق تظهر أدلة متزايدة أن الدولة الخليجية زوّدت قوات الدعم السريع بالأسلحة والأموال والدعم اللوجستي، في انتهاك للقانون الدولي، مما أدى إلى تفاقم صراع بالوكالة دمّر حياة المدنيين في جميع أنحاء السودان.

ووفقا لصحيفة "صنداي تايمز" كشفت أسلحة تم تتبعها من نقطة تفتيش نائية في شمال دارفور إلى مصنع أسلحة بلغاري، أن قذائف هاون بيعت للإمارات العربية المتحدة عام 2019 تم اعتراضها لاحقا في قوافل قوات الدعم السريع، وهو انتهاك واضح لاتفاقيات إعادة التصدير.

ونقل عن مايكل جونز من المعهد الملكي للخدمات المتحدة، قوله: "أفادت التقارير أن مراقبي الأمم المتحدة ووكالات الاستخبارات الأمريكية قد رصدوا أدلة دامغة تزعم تواطؤ الإمارات العربية المتحدة في تدفق الأسلحة إلى السودان".

كما كشف تقرير نشرته المنظمة الأمريكية "ذا سنتري" الخميس، أن قوات المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا، تزوّد قوات الدعم السريع السودانية بالوقود مقابل "الدعم الحاسم" الذي تقدّمه له الإمارات منذ العام 2014.

ومنذ بداية الحرب "يعدّ معسكر حفتر المزود الرئيسي للوقود لقوات الدعم السريع"، حسب التقرير الصادر عن المنظمة غير الحكومية بعنوان "تنامي تهريب الوقود في ليبيا".

وتعكس إمدادات الوقود "وفاء حفتر العميق لحكومة الإمارات" التي تعد "داعما حاسما" له، وفق تقرير "ذا سنتري" التي لم تتلق أي رد من الإمارات أو قوات الدعم السريع على نتائجه.

ومنذ بداية القتال في أفريل 2023، توجه صدام نجل المشير خليفة حفتر إلى منطقة الكفرة في جنوب شرق ليبيا قرب الحدود مع السودان، من أجل "الإشراف على إمدادات الوقود لقائد قوات الدعم السريع، الجنرال محمد حمدان دقلو" وفق التقرير.