العالم

الصحراء الغربية: بن جامع يبرر عدم مشاركة الجزائر في التصويت

قال بأنه: "باعتبار الجزائر دولة مجاورة للأطراف المعنية بالنزاع في الصحراء الغربية، فقد شاركت بحسن نية وبروح بنّاءة في مفاوضات النص الذي عُرض علينا'.

  • 14493
  • 1:56 دقيقة
الصورة : ح.م
الصورة : ح.م

قال مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، أن الجزائر لم تصوت على قرار مجلس الأمن المتعلق بتمديد بعثة الأمم المتحدة بالصحراء الغربية، "لأنه لا يعكس بأمانة العقيدة الأممية في مجال تصفية الاستعمار."

وأضاف بن جامع في كلمته التي تلت التصويت على القرار الأممي: "إن تطبيق هذه العقيدة هو الذي مكّن العديد من الأمم من أن تكون ممثلة اليوم بيننا في منظمة الأمم المتحدة.أليس من الضروري التذكير بهذه الحقيقة البديهية؟" فالقرار النهائي بشأن مستقبل الشعوب التي لا تزال تحت السيطرة الاستعمارية، لا بد أن يكون ملكاً لهذه الشعوب وحدها". وتابع: "باعتبار الجزائر دولة مجاورة للأطراف المعنية بالنزاع في الصحراء الغربية، فقد شاركت بحسن نية وبروح بنّاءة في مفاوضات النص الذي عُرض علينا. وأغتنم هذه المناسبة لأتوجّه بالشكر إلى القلم الحامل، الولايات المتحدة الأمريكية، التي — خلافاً لما حدث العام الماضي — لم تدّخر جهداً لتحسين النص والتوصل إلى تسوية بين الأطراف المعنية. تسوية كان من الممكن أن توحّد أعضاء المجلس كافة. نعم، ونحن نعترف بذلك صراحة، لقد أُدخلت تحسينات جوهرية على النص الأولي، أولاً، من خلال التذكير بالمعايير الأساسية لحلّ عادل ودائم لنزاع الصحراء الغربية؛ ثانياً، عبر التأكيد على الحق غير القابل للتصرف للشعب الصحراوي في تقرير مصيره،  وأخيراً، بدعوة الطرفين — المملكة المغربية وجبهة البوليساريو — إلى الدخول في مفاوضات بحسن نية ودون شروط مسبقة، تحت رعاية الأمم المتحدة."

 غير أن ممثل الجزائر، وجه انتقادات للنص المعتمد، مؤكدا: "لكن، للأسف، ما زال النص الذي قُدِّم لنا في صيغته النهائية يعاني من نواقص، وهو دون مستوى التطلعات والطموحات المشروعة للشعب الصحراوي، الممثل من قبل جبهة البوليساريو. ذلك الشعب الذي يناضل منذ أكثر من خمسين سنة كي تكون له، هو وحده، الكلمة الفصل في تقرير مصيره."

 وأضاف: "فالإطار الضيق للمفاوضات المقترحة، الذي يعطي الأفضلية لخيار على حساب الخيارات الأخرى، يحدّ من الإبداع والمرونة اللازمين للتوصل إلى اتفاق حرّ ومستقل، ينسجم مع عقيدة الأمم المتحدة في مجال تصفية الاستعمار. علاوة على ذلك، فإن النص يُحدث اختلالاً في التوازن بين الطرفين المتنازعين، إذ يسلّط الضوء على الطموح الإقليمي لأحدهما، ويتجاهل في المقابل تطلعات الآخر، أي الشعب الصحراوي الذي يطالب بالحرية." وواصل: "إنها فرصة ضائعة، ونحن ناسف لذلك. ونأسف أيضاً لأن مبادرة الرئيس ترامب الرامية إلى تحقيق السلام والانفراج في منطقتنا — وهي مبادرة أثارت اهتماماً وأملاً — لم تتمكن من الانطلاق بالشكل المناسب، بدعم فعلي من جميع الأطراف. فالقرار الحالي لا يخلق بعد الزخم ولا الظروف الملائمة لنجاحها. نجاح يجعل الجميع رابحين، دون منتصر أو مهزوم."