العالم

ترامب يصدم أوروبا

إستراتيجية جديدة للرئيس الأمريكي تثير مخاوف القارة العجوز.

  • 3279
  • 1:12 دقيقة
الصورة: وكالات
الصورة: وكالات

صدمت إدارة الرئيس دونالد ترامب العواصم الأوروبية بإستراتيجية أمن قومي جديدة، لا تضع روسيا في صدارة التهديدات، بل تحوّل أصابع الاتهام نحو ديمقراطيات أوروبا نفسها.

وبوصفٍ قاسٍ وغير مألوف، تتعامل وثيقة، صادرة عن البيت الأبيض الجمعة الماضية، مع الحلفاء التقليديين كتهديد حضاري محتمل، هذا التحول لا ينسف عقودا من التعاون العسكري والسياسي فحسب، بل يضع أسس التحالف الغربي أمام اختبار مصيري غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية.

ويرى الكاتب نيد تيمكو، في مقاله بصحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، أن واشنطن تضع حلفاءها التاريخيين لأول مرة منذ 8 عقود في موضع الخطر. ويحذر الكاتب من أن إستراتيجية الأمن القومي الجديدة، تركّز بشكل أساسي على قضايا الهجرة، التي تنذر بتغييرات ديموغرافية، وتهدد بـ"محو الحضارة"، وتحذر من أن غير الأوروبيين قد يصبحون أغلبية في بعض الدول الأوروبية.

وتخص الوثيقة الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا بالثناء، معتبرة إياها السبب الوحيد الذي يدعو الولايات المتحدة للتفاؤل، ومعلنة نية واشنطن رعاية صعودها، في لغة تذكّر بحديث أمريكا عن المنشقين السوفيات خلال الحرب الباردة، حسب المقال.

وتثير الإستراتيجية مخاوف أوروبية عميقة من أن إدارة ترامب قد تدفع إلى اتفاق سلام مع روسيا على حساب أوكرانيا، كما تتهم أوروبا بأنها تضمر "توقعات غير واقعية" بشأن الصراع.

وتهاجم الإستراتيجية الاتحاد الأوروبي باعتباره كيانا يقيّد السيادة الوطنية، ويبالغ في تنظيم الشركات، خاصة الرقمية منها، وهو أمر يزعج واشنطن، برأي الكاتب.

وفي نظر الكاتب، فإن لغة الوثيقة تتسق مع خطاب اليمين المتطرف ونظرية "الاستبدال العظيم"، التي يصفها المقال بأنها "مؤامرة نخبوية لإحلال وافدين غير مسيحيين وغير بيض محل السكان الأصليين".