العالم

طهران تعيد استنساخ مبدأ "الصدمة والترويع"

تتواصل المواجهة العسكرية غير المسبوقة بين الكيان وإيران منذ 5 أيام، مع استمرار الكيان بتنفيذ غارات طالت مواقع عسكرية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي ترد بسلسلة من الضربات الصاروخية أصابت "مواقع حيوية".

  • 7630
  • 2:39 دقيقة
الصورة: ح. م
الصورة: ح. م

برزت عدة مشاهد على خلفية الرد الإيراني على اعتداءات الكيان الصهيوني، مع توسيع بنك الأهداف واستنساخ مبدأ "الصدمة والترويع" واستهداف العمق الصهيوني، بما في ذلك أنظمة القيادة والسيطرة للاحتلال، تحقيقا لتوازن الردع، وأبان الإعلان عن تنظيم جلسات الكنيست برلمان الكيان بشكل استثنائي في قاعة تحت الأرض، ونقل كل الأسطول الجوي للكيان لشركات الطيران الثلاث على رأسها "العال" إلى اليونان وقبرص، وتدمير واسع لشركة رفائيل وشركة معدات نووية وثلاث مقار استخبارات في هجوم حيفا، إلى جانب منزل نتنياهو، وخروج مصفاة حيفا عن الخدمة، وفتح سلطات حيفا لمدرسة كأول ملجأ على نفس نمط ما يحدث في غزة في تل حي 107 شارع هاجليل، في المحصلة عن أبعاد استيعاب طهران للضربات وقدرتها على "إيلام" العدو.

تتواصل المواجهة العسكرية غير المسبوقة بين الكيان وإيران منذ 5 أيام، مع استمرار الكيان بتنفيذ غارات طالت مواقع عسكرية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي ترد بسلسلة من الضربات الصاروخية أصابت "مواقع حيوية"، في تل أبيب وحيفا بالخصوص، ودخلت المواجهة المباشرة بين إيران والكيان في يومها الرابع، وسط توسع رقعة العمليات العسكرية من الطرفين وارتفاع غير مسبوق في عدد الضحايا، في صراع بات يهدد الاستقرار الإقليمي ويثير قلقا دوليا متزايدا وهجمات متبادلة وضربات نوعية، فيما يتجه الكيان للتصعيد مع حرب نفسية، مبرزا وصوله إلى تحقيق النصر على الإيرانيين واستباحة المجال الجوي.

ويعدّ نجاح الصواريخ الإيرانية في العديد من المرات في تجاوز مجمل طبقات منظومة الكيان الصاروخية الاعتراضية من حيتس ثلاثة آرو إلى القبة الحديدية وثاد، اختراقا في المواجهة المتصاعدة، والتي أبانت على قدرة طهران على الوصول إلى العمق الحيوي والإستراتيجي للكيان، بقدر يؤثر على توازن القوى.

وشكل استهداف شركة رافائيل في حيفا إحدى المؤشرات الهامة، فشركة رافائيل أدفانسد ديفينس سيستمز (Rafael Advanced Defense Systems) هي واحدة من أبرز الشركات الدفاعية الصهيونية وأكثرها تطوراً، وتلعب دوراً محورياً في تطوير الأنظمة العسكرية المتقدمة للجيش الصهيوني وللتصدير إلى العديد من الدول حول العالم. فالشركة التي تأسست في 1948 (تحت اسم "الهيئة العلمية للجيش الإسرائيلي")، هي شركة حكومية تخضع لسيطرة وزارة الدفاع، ومن أبرز أنظمة التسليح التي تنتجها أنظمة الدفاع الجوي القبة الحديدية (Iron Dome)، وحيتس (Arrow) بالتعاون مع الولايات المتحدة، إلى جانب سبايس (SPYDER) وهو نظام دفاع جوي متعدد المهام بوبي (POPEYE) وصاروخ جو-أرض ذكي، ولكن أيضا أنظمة الحرب الإلكترونية، مثل أنظمة التشويش المتطورة وحلول الحرب السيبرانية، وتعتبر ذراع التكنولوجيا العسكرية الأهم للكيان الذي يوفر 70% من أنظمة الدفاع الجوي، و80% من أنظمة الحرب الإلكترونية، أما مصفاة حيفا، فهي من بين أهم المنشآت الصناعية لدى الكيان تقع في خليج حيفا شمال إسرائيل تبلغ طاقتها التكريرية حوالي 9 ملايين طن سنوياً (ما يعادل نحو 180 ألف برميل يومياً)، وتمتلك قدرات تخزينية ضخمة تصل إلى ملايين البراميل.

ويضاف إلى ذلك مواقع حساسة وإستراتيجية أخرى مثل محطة الخضيرة، مع إرباك أنظمة الدفاع متعددة الطبقات للكيان وإحداث ثغرات بها، بل وحتى تحييدها، وعلى الرغم من الدعم الأمريكي والغربي الشامل للكيان وامتلاكه أحدث التقنيات الدفاعية، أصابت الصواريخ أهدافها داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفيما يدرك صانع القرار الصهيوني صعوبة إنهاء المشروع النووي الإيراني عسكريا، وذلك لأن قدراتها لن تتمكن من تفجير جميع النقاط الحيوية التي نثرتها إيران في كامل ترابها وفي أعماق أرضها. لكنها مع ذلك تتبع إستراتيجية موازية قائمة على استهداف المورد البشري الحيوي الذي يقود هذا المشروع ومشاريع إيران في المنطقة، في خضم مساعيها لتصبح قوة إقليمية رئيسية، أو القوة الرئيسية الوحيدة بالأحرى. فيما واصل الكيان أمس استهداف المنشآت العسكرية والأمنية والإستراتيجية وتحييد أنظمة الدفاع الجوي.

لمعرفة المزيد حول هذه المواضيع