أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بشدة العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة، مؤكداً أن مستويات الموت والدمار هناك “غير مسبوقة” في الحقبة الراهنة، وأن المجاعة لم تعد احتمالاً وشيكاً، بل صارت “كارثة واقعة بالفعل”.
وقال غوتيريش، اليوم الخميس، في تصريح للصحافة قبيل جلسة إحاطة مفتوحة لمجلس الأمن بشأن الوضع في هايتي، إن “الناس يموتون جوعاً، والعائلات مشردة، والنساء الحوامل يواجهن مخاطر لا تصدق في ظل انهيار كامل للأنظمة التي تدعم الحياة من غذاء ومياه ورعاية صحية”، مشيراً إلى أن الضربات الصهيونية، بما في ذلك الهجوم على مستشفى “ناصر” في خان يونس، تمثل “جزءاً من سلسلة لا تنتهي من الفظائع”.
وشدد المسؤول الأممي على أن “هذه الهجمات غير مقبولة ويجب أن يكون هناك محاسبة واضحة”، مؤكداً أن الأوضاع في غزة تكشف عن انتهاكات جسيمة للقانون الدولي.
ودعا الأمين العام إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية دون قيود إلى جميع أنحاء القطاع، إضافة إلى الإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن المحتجزين.
وأكد أن “تفكيك أنظمة الحياة الأساسية لم يكن نتيجة أحداث عشوائية، بل قرارات متعمدة تتحدى المبادئ الإنسانية”، مضيفاً أن الاحتلال الصهيوني “يتحمل مسؤوليات واضحة بموجب القانون الدولي، وعليه ضمان توفير الغذاء والماء والأدوية، وتسهيل دخول المساعدات وحماية المدنيين والبنية التحتية”.
وأشار غوتيريش إلى أن “محكمة العدل الدولية أصدرت تدابير مؤقتة ملزمة يجب احترامها”، لافتاً إلى أن الأمم المتحدة وشركاءها يبذلون أقصى الجهود رغم المخاطر الجسيمة، حيث قُتل 366 موظفاً أممياً منذ بداية التصعيد.
أما بخصوص الضفة الغربية المحتلة، فقد وصف غوتيريش الوضع هناك بأنه “مقلق للغاية”، مع تصاعد العمليات العسكرية، وعنف المستوطنين، والسياسات التدميرية التي تؤدي إلى النزوح وتضعف المجتمعات الفلسطينية.
وأضاف أن “الموافقة الأخيرة على مخططات لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية التي تفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها تشكل تهديداً وجودياً لحل الدولتين”.
وشدد الأمين العام على أنه “لا يوجد حل عسكري”، داعياً الاحتلال الصهيوني إلى وقف كل الإجراءات التي تقوض فرص السلام، والامتثال الكامل لالتزاماته بموجب القانون الدولي.
واختتم قائلاً: “لا يجوز استخدام تجويع المدنيين كسلاح حرب.. يجب حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل فوري ودون عوائق”.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال