العالم

قراءة في شرارة الحرب بين إيران والكيان الصهيوني

المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات طرح ورقة تحليلية للصراع.

  • 3100
  • 2:17 دقيقة
الصورة: ح. م
الصورة: ح. م

فسحت العديد من الظروف المجال أمام الكيان الصهيوني لاتخاذ قرار تنفيذ هجوم متكامل لضرب إيران في مواقع حساسة، واستهداف قيادات عسكرية وقامات علمية نووية، بالرغم من انشغال الصهاينة بالعدوان على غزة.

 وذكرت ورقة تحليلية، نشرها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بعد ثلاثة أيام من بداية الحرب المباشرة بين طهران والكيان الصهيوني، أن إيران اعتمدت، منذ حرب جويلية 2006، التي أثبت فيها حزب الله قدرته على التصدي للآلة العسكرية الإسرائيلية، على استراتيجية تُعرف بـ"الدفاع المتقدم"، وتقوم على بناء القدرات العسكرية لحلفاء أو وكلاء إقليميين (في لبنان والعراق، ولاحقًا في سوريا واليمن).

 غير أن إضعاف حزب الله عبر مقتل قياداته، وأيضا عبر التوصل لاتفاق إطلاق النار مع لبنان، وسقوط النظام السوري، هو ما مهّد الطريق، وفق الدراسة، إلى أن يهاجم الاحتلال الإسرائيلي إيران، مشيرة إلى أن ذلك كان "مخططا القيام به، وفقا لنتنياهو، قبل أفريل 2025، لكنّ إصرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على فسحة تفاوضية تفرض فيها الولايات المتحدة وقف التخصيب على إيران، أجّل الهجوم مدة ستين يوما".

 ويرى صاحب التحليل، أن إيران باتت مكشوفة تماما بعد تدمير القدرات العسكرية لحزب الله، وإسقاط النظام السوري، وتصفية وجود الفصائل الموالية لها في سوريا على الحدود، رابطا اتجاهات المواجهة بطبيعة الموقف الأمريكي، ومدى استعداد ترامب للتورط فيها، خاصة إذا فشلت إسرائيل في تدمير البرنامج النووي الإيراني.

 وفي حالة ما إذا لم تتدخل الولايات المتحدة، يمكن لطهران، في نظر الورقة التحليلية، أن "تصمد إيران بثمن مرتفع جدًا (عسكري واقتصادي وبشري)"، موضحة أن "الثمن لا تدفعه إيران وحدها"، في إشارة، على ما يبدو، لإمكانية أن تتطاير الشظايا على الدول المجاورة، كالعراق وسوريا ولبنان. وبالنسبة لخط تطور الموقف الأمريكي، أفاد التقرير بأن الولايات المتحدة أعطت، سابقا، فرصة للدبلوماسية التي كان يقودها مبعوثها إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لكن يبدو أن "اتفاقا حصل بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني في هذا الإطار، يقضي بأن تدعم الأولى خطط الثاني لمهاجمة إيران في حال فشل التوصل إلى اتفاق معها خلال مهلة الستين يوما".

 ورغم تفضيل ترامب المسار الدبلوماسي مع إيران، إلا أنه أشاد بالهجوم ووصفه بأنه "ناجح جدا"، متباهيا بالأسلحة الأمريكية التي استُخدمت فيها، محذرا إيران من أنّ "ما هو قادم سيكون أكثر تدميرا"، إذا لم تعد إلى طاولة المفاوضات، وهو الأمر الذي افترض الباحث، بأن تستخدمه واشنطن أداة ضغط على إيران لدفعها إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، والقبول بشروطها.

 ويستبعد التقرير قدرة الكيان الصهيوني وحده على تدمير المنشآت النووية الإيرانية بالكامل، ولاسيما تلك المدفونة عميقا تحت الأرض، في فوردو تحديدا، وفق المصدر نفسه.

 ولم تشر الورقة إلى فرضيات توسّع رقعة الحرب في المنطقة، بالنظر إلى الأضرار الجسيمة التي ألحقتها طهران بعاصمة الكيان الصهيوني، كسابقة من نوعها منذ سنوات طويلة، ظل هذا الأخير يسوّق بأنه في مأمن، لطمأنة المستوطنين للزحف في الأراضي الفلسطينية.

لمعرفة المزيد حول هذه المواضيع