العالم

مخاطر الموت جوعا تهدد أطفال غزة مجددا

مسؤول أممي: "50 بالمائة فقط من المرافق الصحية في غزة تعمل جزئيا وتواجه نقصا في الإمدادات والمعدات الأساسية، التي غالبا ما تخضع لقيود وإجراءات دخول معقدة".

  • 31
  • 2:49 دقيقة
الصورة: ح.م
الصورة: ح.م

حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من أن أكثر من 100 ألف طفل و37 ألف حامل ومرضع في غزة قد يعانون من سوء تغذية حاد بحلول أفريل المقبل، مؤكدا أن التقدم المحرز في مكافحة المجاعة بالقطاع لا يزال "هشا للغاية". جاءت تصريحات غيبريسوس تعليقا على تقرير أممي للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أفاد بأن ما لا يقل عن 1.6 مليون شخص في غزة يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد حتى منتصف أفريل المقبل، محذرا من أن تجدد القتال أو توقف المساعدات قد يدفع القطاع بأكمله نحو المجاعة.

وأشار المسؤول الأممي إلى أن نصف المرافق الصحية فقط تعمل جزئيا، وسط نقص حاد في الإمدادات والمعدات الطبية، داعيا إلى السماح العاجل بدخول المساعدات الطبية لتوسيع نطاق الخدمات المنقذة للحياة في غزة، إذ لا يزال السكان يعانون من دمار هائل في البنية التحتية وانهيار سبل العيش وتراجع إنتاج الغذاء المحلي، فضلا عن القيود المفروضة على العمليات الإنسانية.

وأوضح غيبريسوس أن "50 بالمائة فقط من المرافق الصحية في غزة تعمل جزئيا وتواجه نقصا في الإمدادات والمعدات الأساسية، التي غالبا ما تخضع لقيود وإجراءات دخول معقدة". وتابع قائلا: "لتحسين الخدمات المنقذة للحياة وتوسيع نطاق الوصول إلى الرعاية بغزة، تدعو منظمة الصحة العالمية إلى الموافقة العاجلة على دخول الإمدادات والمعدات الطبية الأساسية لمستشفيات القطاع".

وتشير التقديرات الفلسطينية إلى أن عدد سكان غزة تراجع إلى 2 مليون و114 ألفا و301 نسمة، وفق تقرير أعده الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بمناسبة اليوم العالمي للسكان في 11 جويلية الماضي، علما أنه قبل بدء حرب الإبادة الجماعية التي شنها الاحتلال الصهيوني على القطاع كان عدد سكانه نحو مليونين و226 ألفا و544 نسمة، وفق الإحصاء الفلسطيني.

ويعاني مئات الآلاف من النازحين في القطاع من ظروف معيشية قاسية، بعد تدمير منازلهم ونزوحهم القسري، وسط نقص حاد في الأغطية ووسائل التدفئة وتدهور واسع في الأوضاع الإنسانية مع دخول فصل الشتاء، كما تتفاقم معاناتهم وسط تنصل الاحتلال من الوفاء بالتزاماته التي نص عليها وقف إطلاق النار وبروتوكوله الإنساني، بما فيه إدخال مواد إيواء و300 ألف خيمة وبيت متنقل، وفق ما أكده مرارا المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

بدورها، حذرت وزارة الصحة في غزة من انهيار المنظومة الصحية على ضوء نقص أنواع عديدة من الأدوية والمستلزمات الطبية داخل المستشفيات، ما ينذر بخطر على المرضى والمصابين. وقال بيان لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أول أمس، إن المنظومة الصحية تشهد "حالة من الاستنزاف الخطير وغير المسبوق، بعد عامين من الحرب والحصار المطبق الذي أدى إلى انخفاض حاد في قدرتها على تقديم الخدمات التشخيصية والعلاجية".

ورغم كل التحذيرات الأممية المتكررة من خطورة الوضع الإنساني على المدنيين في قطاع غزة، إلا أن الاحتلال الصهيوني يواصل نهجه المعتاد وتعنته متابعا خرقة لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حيث يتواصل القصف الجوي والمدفعي لمناطق القطاع ونسف المزيد من المباني، ما يزيد من تعميق أزمة السكان الإنسانية والصحية.

وكان عدد الشهداء الذين وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ48 ساعة 12 شهيدا، منهم 4 جدد وانتشال 8، بينما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة، وفق ما تؤكد المصادر الفلسطينية، في حين تتواصل الخروقات الصهيونية الصارخة لوقف إطلاق النار في القطاع المحاصر.

وبهذا الشأن، اعتبر المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم، في بيان أول أمس، أن تصعيد الانتهاكات الصهيونية المتمثلة في القتل اليومي، كما حدث صباح أمس في حي الشجاعية، استمرارا لخروقات الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار في القطاع، من شأنه زيادة خطورة الأوضاع الإنسانية، ودعا الوسطاء إلى التحرك الجاد من أجل وقف هذه الخروقات والضغط لبدء عملية إعمار حقيقية للقطاع لإنقاذ حياة الفلسطينيين.

شافية. ب/ وكالات