العالم

مسجد باريس ينتظر "قرارات شجاعة" لحماية المسلمين

جريمة قتل مسلم داخل مسجد "لم تكن حادثا معزولا".

  • 323
  • 1:45 دقيقة
ح.م
ح.م

نقل عميد مسجد باريس، شمس الدين حفيز، إلى الرئيس الفرنسي، إمانويل ماكرون، أمس الثلاثاء، حالة "القلق والترقب الكبير والشعور المتزايد بالغضب والخوف الذي يراود العديد من المسلمين في فرنسا"، على خلفية جريمة قتل مواطن مسلم منذ ثلاثة أيام، بينما أكد المسؤول الأول في البلاد أن "الجمهورية لن تتسامح أبدا مع استهداف المواطنين بسبب دينهم"، وأعلن عن "اتخاذ تدابير لتعزيز حماية أماكن العبادة".

وأفاد بيان مشترك، موقع من طرف عميد مسجد باريس، ونجاة بن علي، رئيسة تنسيقية الجمعيات الإسلامية بباريس، عقب استقبالهما في قصر الإليزيه، بدعوة من ماكرون، بأن المعنيين أشارا إلى أن مأساة جريمة قتل مواطن فرنسي مسلم داخل المسجد بخمسين طعنة خنجر في منطقة نانت، "لم تكن حادثا معزولا".

 وقال المتحدثان للرئيس الفرنسي إن الجريمة "نتيجة مأساوية لمناخ سامّ ومستمر، نبه إليه منذ أشهر المسؤولون عن المساجد، والجمعيات، والفاعلون الميدانيون، على المستويين المحلي والوطني".

ونبه حفيز وبن علي إلى "التأثر العميق الذي خلفه اغتيال أبوبكر سيسي، الشاب المعروف في مجتمعه، والناشط التطوعي في المسجد، والمحبوب والمخلص"، مشددّين على أن هذا الفعل الشنيع أعاد فتح جراح مؤلمة، وهي جراح فئة تُستهدف بانتظام والتهميش في النقاش العام، يضيف البيان.

وما أقلق حفيز وبن علي بشكل خاص "عدم تصنيف هذه الجريمة كعمل إرهابي"، الأمر الذي "يزيد من مشاعر القلق وعدم الفهم، ويغذي الانطباع بعدم المساواة والكيل بمكيالين".

وأبلغ المتحدثان الرئيس بـ"تصاعد خطاب الرفض الذي غالبا ما يُنشر بلا تحفظ من قبل بعض وسائل الإعلام والسياسيين، وبالشعور بانعدام الأمن الذي يطال حتى أماكن العبادة، المخصصة أصلا للصلاة والسلام"، محذرين من مخاطر "التطرف الهوياتي" الذي يغذّيه هذا المناخ السام.

أمام هذا الوضع المقلق، طالب حفيز وبن علي بضرورة اتخاذ "إجراءات ملموسة وقرارات شجاعة من قبل السلطات العامة، كتعزيز مكافحة الكراهية ضد المسلمين، زيادة الدعم لجمعية الدفاع ضد التمييز والأعمال المعادية للمسلمين، لتمكينها من توثيق، وتنسيق، ومواكبة، وتوجيه ضحايا التمييز والأعمال المعادية للمسلمين". وأكدا أن "الرد الوحيد الكفيل بمواجهة المحنة التي تمر بها بلادنا هو اتخاذ إجراءات تعيد الثقة المفقودة وتحافظ على وحدة الأمة".

من جانبه، قال ماكرون، وفق البيان، إنه "يحرص على التأكيد بقوة على دعم الأمة الفرنسية الكامل للمسلمين في فرنسا". وذكّر بالتزاماته العلنية، بأن "العنصرية والكراهية بسبب الدين لن يكون لهما مكان في فرنسا"، وأن "حرية العبادة حق لا يُمسّ".