العالم

"الإسلاموفوبيا" تتجاوز كل الخطوط الحمراء في فرنسا

مقترح جديد لمنع الحجاب ومنع أداء فريضة الصيام بالنسبة للقصّر أقل من 16 سنة.

  • 3247
  • 2:07 دقيقة
الصورة: ح.م
الصورة: ح.م

طرح أعضاء حزب "الجمهوريون" في مجلس الشيوخ الفرنسي سلسلة توصيات لمواجهة ما وصفوه بـ"الاختراق الإسلاموي"، من بينها مقترح لحظر ارتداء الحجاب للفتيات اللواتي تقل أعمارهن عن ستة عشر عاما، وأيضا منع الصيام عن القصّر أقل من ستة عشرة سنة، بداعي "حماية الطفولة"، في استفزاز واضح لقطاع واسع من المواطنين الفرنسيين المسلمين، وتجاوز لكل الخطوط الحمراء، التي قد تقود إلى انفلات مجتمعي.

 وانطلق هؤلاء الأعضاء في تقريرهم المرفوع، أول أمس، بالغرفة العليا للبرلمان الفرنسي، حسب ما نقلته وسائل إعلام فرنسية، من أن "الإسلاموية عقبة أمام التماسك الاجتماعي"، ومن أنه يتعين على فرنسا اكتساب "الوسائل الكفيلة بمكافحة هذا الخطر"، على حد تعبيرهم، من دون شرح مظاهر ومبررات عقلانية لما يصفونه بـ"الخطر".

 كما اعتمد البرلمانيون على مفهوم "الحياد في الفضاء العام" تجاه كل ما هو رمز ديني، تكريسا للعلمانية واللائكية، لتبرير مسعاهم، محذرين، في الوقت ذاته، مما أسموه اعتماد "استراتيجيات الاختراق الإسلاموي على الخطاب المزدوج، والتغلغل في المؤسسات العامة، واستغلال الحريات الديمقراطية"، في إشارة، على ما يبدو، إلى إدراج الممارسة الدينية في إطار حرية المعتقد.

 ودعا الفريق الذي أعد هذه التوصيات، أيضا إلى اعتماد مقترح القانون المتعلق باحترام "مبدأ العلمانية في المجال الرياضي"، الذي ينص على حظر الرموز الدينية في المنافسات الرياضية وفي المسابح العامة، وهي أيضا دعوة تستهدف المسلمات والمسلمين. ولم تقتصر المقترحات على هذا الجانب، وإنما تطالب بنقل "صلاحية منح التأشيرات إلى وزارة الداخلية"، من أجل ضمان "اتساق بين الدخول إلى الأراضي الفرنسية ومراقبة الأجانب"، إلى جانب ضرورة "الاستماع المسبق للزوجين بشكل منهجي قبل المصادقة على الزواج من قبل السلطات القنصلية الفرنسية"، وهو تصور تنبعث منه إرادة لمحاصرة وفرض رقابة على الزواج المختلط.

 وتحمل الخطوة مؤشرات سياسية، تؤكد على أن برونو روتايو مرر السرعة الأعلى في السباق نحو الإليزيه، وكثف من استعمال "الإسلاموفوبيا" كوقود انتخابي، في ظل بروز منافسة شرسة مع اليمين المتطرف بقيادة جوردان بارديلا، الذي أظهر استطلاع رأي جديد، أمس، بأنه يتقدم على منافسيه المحتملين في انتخابات الرئاسة سنة 2027. ويؤكد مسعى أعضاء مجلس الشيوخ أن الحزب يعيش حالة إفلاس سياسي غير مسبوق بقيادة برونو روتايو، بجعل "الآخر المسلم" مركز اهتمامه، وبعث أفكار تنتمي إلى أزمنة "الفصل العنصري"، ولو بإحداث تصدعات اجتماعية في البلد.

 وما يثير التساؤلات، أن الأعضاء الجمهوريين ركزوا مقترحاتهم على "الرموز" التي تشير إلى الإسلام، بينما يتغاضون عن تلك التي تتعلق بديانات أخرى. ويعيد التقرير طرح إجراءات تعتبر أساسية لليمين، وقد سبق أن صُوّت عليها مرات عدة في مجلس الشيوخ، مثل حظر ارتداء الحجاب للمرافقات خلال الرحلات المدرسية.

والدليل أن الطبقة السياسية الفرنسية صارت مهووسة بالمسلمين، قرار عمدة مدينة بيزيي، جنوبي فرنسا، المتطرف روبير مينار، إحياء المناسبة اليهودية "هانوك"، بداية شهر ديسمبر المقبل، داخل مقر البلدية التي يديرها، في تعد صارخ لمبدأ اللائكية، التي تستغل فقط ضد المسلمين.