العالم

حزب العمال الكردستاني يحرق أسلحته

تمثل هذه الخطوة نقطة مفصلية في المفاوضات غير المباشرة المستمرة منذ أكتوبر بين أوجلان وأنقرة.

  • 1406
  • 1:53 دقيقة
الصورة : ح.م
الصورة : ح.م

دشن ثلاثون مقاتلا من حزب العمال الكردستاني، اليوم الجمعة، عملية إلقاء السلاح في مراسم قرب مدينة السليمانية بشمال العراق، بعد شهرين من إعلان المقاتلين الأكراد إنهاء أربعة عقود من النزاع المسلّح ضد الدولة التركية.

وتمثل مراسم نزع السلاح هذه، التي وصفها الحزب بأنها "عملية تاريخية"، نقطة تحول في انتقال حزب العمال الكردستاني من التمرد المسلح إلى العمل السياسي، في إطار جهود أوسع لإنهاء أحد أطول الصراعات في المنطقة وقد خلّف أكثر من 40 ألف قتيل منذ العام 1984.

وفي تعقيب على ذلك، قال مسؤول تركي رفيع لوكالة الأنباء الفرنسية طالبا عدم الكشف عن هويته "إن إلقاء مقاتلي حزب العمال الكردستاني للسلاح في السليمانية يمثل علامة فارقة ... وخطوة ملموسة ومرحب بها". وأضاف: "نعتبر هذا التطور نقطة تحول لا رجعة فيها".

وجرت المراسم أمام كهف جاسنه على بعد 50 كيلومترا غرب مدينة السليمانية وهو الموقع الذي يحمل رمزية كبيرة إذ كان يضم مطبعة خرجت منها إحدى أولى الصحف الكردية.

هذا، وبعدما نزل المقاتلون، نساء ورجالا، درجات أمام الكهف، وقفوا على منصة أمام نحو 300 شخص وخلفهم صورة مؤسس الحزب عبد الله أوجلان، ثم قرأ قياديان هما بسي هوزات وبهجت شارشل، بيانا بالكردية والتركية، وصفا فيه تدمير السلاح بأنه "عملية ديمقراطية تاريخية".

وقالا: "كلنا أمل بأن تجلب خطوتنا هذه الخير والسلام والحرية ... في وقت شعبنا بأمس الحاجة إلى حياة تسودها الحرية والمساواة والديمقراطية والسلام".

وألقى المقاتلون فيما بعد، واحدا تلو الآخر، بنادق ورشاشات في حفرة وأضرموا فيها النار. وبكى الكثير من الحاضرين أمام المشهد فيما هتف آخرون "عاش آبو" وهو لقب أوجلان.

ويشار إلى أن حزب العمال الكردستاني الذي أسسه أوجلان في نهاية سبعينيات القرن المنصرم، كان قد أعلن في 12 ماي الماضي حل نفسه وإلقاء السلاح، منهيا بذلك نزاعا تسبب لفترة طويلة في توتير علاقات السلطات التركية مع الأقلية الكردية والدول المجاورة.

وتمثل خطوة إلقاء السلاح أيضا نقطة مفصلية في المفاوضات غير المباشرة المستمرة منذ أكتوبر بين أوجلان وأنقرة برعاية الرئيس رجب طيب أردوغان.

وأشاد الرئيس التركي اليوم الجمعة بالمراسم الأولى التي أحرق خلالها مقاتلون من حزب العمال الكردستاني أسلحتهم في شمال العراق، ووصفها بأنها "خطوة مهمة نحو تركيا خالية من الإرهاب".

وقال أردوغان الذي بادرت حكومته إلى بدء عملية سلام مع حزب العمال الكردستاني "آمل أن تكون الخطوة المهمة اليوم نحو تحقيق هدفنا المتمثل في تركيا خالية من الإرهاب، مباركة"، مضيفا "اللهم وفقنا في تحقيق أهدافنا لأمن وطننا... وإحلال السلام الدائم في منطقتنا".