الوطن

جنازة الإبراهيمي .. رحيل آخر الدبلوماسيين المخضرمين

تعددت الوجوه والشخصيات الحاضرة، من كل الأجيال، سواء ممن رافق الراحل وعاصره أو من الذين جاؤوا من بعده.

  • 6035
  • 2:04 دقيقة

شيع، بعد ظهر اليوم، جثمان وزير الخارجية الأسبق، أحمد طالب الإبراهيمي، بمقبرة سيدي امحمد بالعاصمة، بحضور شخصيات رسمية وسياسية، حالية وسابقة، من كل الأطياف والمشارب والتيارات.

وسادت مراسم التأبين والدفن أجواء حزينة ارتسمت على وجوه الشخصيات التي عاصرت الفقيد وعملت معه في مشواره السياسي والإداري والفكري، الذين استذكروا مناقب الرجل ومواقفه التي رأوا فيها تاريخيّة ومحل إشادة من كل الانتماءات والجهات.

وحضر تشييع الجثمان وزير الخارجية، أحمد عطاف والمدير العام للأمن الوطني محمد بداوي ووالي الجزائر عبد النور رابحي وإطارات سامية من وزارة الدفاع الوطني.

وتميزت جنازة الإبراهيمي بجمعها السياسيين من مختلف القناعات والمواقف والتيارات، فحضر شخصيات حزبية من التيار الإسلامي ومن التيار الوطني والديمقراطي واليسار أيضا.

وأخرج رحيل أحمد طالب شخصيات كبيرة من عزلتها وغيابها الطويل عن المشهد السياسي والإعلامي، على غرار رئيسي الحكومة سابقا مولود حمروش وعلي بن فليس ووزيري الخارجية سابقا رمطان لعمامرة وعبد القادر مساهل. كما ظهر أيضا الوزير الأول الأسبق، أيمن بن عبد الرحمان من بين المشيعين.

وتعددت الوجوه والشخصيات السياسية الحاضرة، من كل الأجيال، سواء ممن رافق الراحل وعاصره أو من الذين جاؤوا من بعده وكلهم يحملون عن الفقيد صورة إيجابية حول مواقفه وإسهاماته في مرحلة ما قبل وبعد الاستقلال وأثناء التسعينيات، أين شكل جزء من جهد وأد الأزمة الأمنية المعقدة عن طريق الحوار والتوافق بدل مقاربة "الكل أمني".

وبرز أيضا من الحاضرين، وزراء وشخصيات عمومية سابقة متقاعدة، وبدت مصرة على حضور الجنازة، رغم المتاعب الصحية الظاهرة عليهم، ومنهم دحو ولد قابلية ومصطفى لهبيري وغير بعيد عنهم عبد الحفيظ علاهم متكئا على عكازه.

وبدا المسؤولون والسياسيون منخرطون في أحاديث جانبية باحتشام وبصوت خافت بالكاد يُسمع، قبل أن يبدأ الصحفيون في افتكاك منهم تصريحات وانطباعات عن الراحل.

واقتربت "الخبر" من رئيس الحكومة الأسبق، مولود حمروش، للخوض في تفاصيل علاقته بالإبراهيمي، بحكم  طابعها الخاص ، فامتنع بلباقة، مفضلا التزام الصمت.

وفيما فضل رجل الإصلاحات كما يلقب، الصمت كعادته، خاض رئيس الحكومة الأسبق والسياسي علي بن فليس ورئيس الحكومة الأسبق عبد العزيز بلخادم في سيرة الراحل بذكر محاسنه ومناقبه المعروفة.

وتوالت التصريحات والشهادات حول نجل العلامة واحد مؤسسي جمعية العلماء المسلمين البشير الإبراهيمي، من رؤساء الأحزاب والبرلمانيين، وكلهم أشادوا بمواقف وسيرة الرجل.

وشكلت الجنازة من الناحية الرمزية والزمنية، موعدا لرحيل آخر الدبلوماسيين المخضرمين الذين عايشوا حقبتي الثورة التحريرية وبعدها الاستقلال.

كما يجب الإشارة، أن الراحل دفن في مقبرة سيدي امحمد وهي نفس المقبرة التي دفن فيها والده، العلامة محمد البشير الإبراهيمي.