كشف متخصصون في قطاعي الموارد المائية والفلاحية لـ "الخبر" عن المخطط الكامل لتجفيف حدود الجزائر الغربية الجنوبية، من طرف المغرب، التي تسعى، حسب توضيحاتهم، إلى قتل النظم البيئية وتهجير السكان وإلحاق أضرار بالطبيعة والناس في خرق واضح لجميع الأعراف الدولية.
في هذا الصدد أوضح المدير الجهوي للوكالة الوطنية للموارد المائية، طه أنصاري، بأن "تسيير الحوض المائي لسد جرف التربة مشترك، حيث يتم تقاسم المياه فيه بالتعاون فيما بين الدول، حسب ما تقتضيه الأعراف الدولية".
غير أن المغرب، أضاف انصاري، "شيدت سدودا في المنطقة الأمامية للحوض، وبهذا أغلقت جميع منافذ المياه التي تصب في جرف التربة".
وأضاف المتحدث بأن "آخر سد بناه هو سد قدوسة الذي أغلق المنطقة الأمامية وهي المهمة للحوض، إذ أن أي قطرة أمطار تأتي من جبال الأطلس لا تصب في جرف التربة".
وذكر المتخصص في الموارد المائية، بأن "وادي قير هو من يشكل وادي الساورة، وبالتالي جفاف الأول أثر على الثاني، وعليه يقع خلل في الخدمة العمومية، فواحة الساورة لا تضمن فقط الماء الشروب للإنسان، ولكن أيضا، النظام البيئي والحيوانات والطبيعة، فالتعاون في مجال الماء واجب حسب كل الأعراف الدولية المشتركة".
من جهتها صرحت المديرة المركزية بالوكالة الوطنية للسدود والتحويلات نادية اوشار، بأن "سد جرف التربة قبل سبتمبر 2024 كان فارغا، متأثرا بالتغيرات المناخية كالجفاف الذي ضرب المنطقة، ولكن أيضا تشييد مشاريع سدود كثيرة في الحوض الأعلى المتواجد في الجهة العليا التي تغذي وادي غير".
وأضافت المتحدثة بأن "المغرب شيدت سد قندوسة، سنة 2021 الذي أثر كثيرا على مد سد جرف التربة الجزائري بالمياه، خاصة عندما تكون كميات الماء قليلة، إذ لا قطرة تمر نحو الجزائر".
وأوضح نائب مدير السقي وملاءمة الفلاحة مع التغيرات المناخية حليم بن مسعود، بأن "قطاع الفلاحة معني بصفة مباشرة باستغلال هذا المورد، وهو ما يجعلنا نعمل على تأمين مختلف الموارد من خلال تبادل الخبرات والأفكار وإيجاد الحلول الناجعة لمواجهة مختلف العراقيل التي تواجه تسيير هذا المورد الحيوي".
وأضاف المتحدث أنه "فيما يخص ولاية بشار، فمنطقة الجنوب الغربي تتميز بمناخ جاف شبه صحراوي، وفيها موارد مائية سمحت بتطوير الزراعة، من بينها الواحات وبعض المحيطات المسقية منها محيط سقي لعبادلة الذي يتربع على مساحة 5400 هكتار".
وأضاف بن مسعود بأن "هذا المحيط يشكل نواة مهمة في مجال التنمية الفلاحية في المنطقة، وتوفير مناصب الشغل،
نظرا للتغيرات المناخية التي تشهدها الساورة وجفاف سد جرف التربة الممول الرئيسي لهذا المحيط المسقي".
كل تلك المعطيات، قال محدثنا "أثرت بصفة مباشرة على النشاط الفلاحي وتقليص المساحات الزراعية، بفضل التساقطات المطرية الاستثنائية هذا الموسم، والتي أعادت الحياة الى سد جرف التربة".
وحسب المتحدث، فإن تلك الكميات "تزود محيط سقي لعبادلة بكميات لازمة لإعادة الفلاحة في المنطقة".
أما بخصوص التهديدات التي تشهدها المنطقة، قال إن "نسبة امتلاء سد جرف التربة تخضعه بصفة مباشرة للتغيرات المناخية وسياسة بناء السدود على مستوى البلد المجاور الذي أثر على منسوب امتلاء هذا السد الحيوي".
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال