الوطن

مجلة الجيش تحذر من التضليل والتلاعب بالمعلومات

افتتاحية مجلة الجيش تؤكد أن مجازر الثامن ماي 1945 جريمة لا تسقط بالتقادم.

  • 1001
  • 1:58 دقيقة
الصورة: ح.م
الصورة: ح.م

خصّت افتتاحية مجلة الجيش لشهر ماي الذكرى الثمانين لمجازر الثامن ماي 1945 بوقفة تأمل ووفاء لذاكرة الشهداء، مؤكدة أن "بلادنا تحتفي هذا الشهر باليوم الوطني للذاكرة الذي أقره رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون سنة 2020، تخليدا لواحدة من المحطات الراسخة التي تظل شاهدة على عظمة كفاح وتضحيات الأمة".

فقد كانت مجازر 8 ماي – تقول الافتتاحية – "جريمة ضد الإنسانية بكل المقاييس"، جسدت وحشية المستدمر الفرنسي الذي أراد "إخماد صوت الحرية المتصاعد وإلغاء وجود أمة بأكملها"، لكنها كانت في الواقع "الشرارة التي أوقدت الوعي لدى الجزائريين"، لتُتوّج بعد سنوات بثورة أول نوفمبر المجيدة، "أعظم ثورة في القرن العشرين"، التي "لقنت المحتل المقيت طيلة سبع سنوات ونصف من الحرب الضروس دروسا لا تُنسى".

وأبرزت افتتاحية المجلة أن هذه الذكرى لا تحمل فقط معاني الأسى، بل هي كذلك لحظة استلهام واستنهاض للهمم الوطنية: "تشرئب أعناقنا فخرا واعتزازا بما بذله أسلافنا من تضحيات جسام، ليستلهم منها كل جزائري العبر للسير على درب أسلافنا بخطى الواثق… مجددين عهد صون وديعة شهدائنا الأبرار والوفاء لهم".

وفي السياق ذاته، شددت افتتاحية مجلة الجيش على أن "الإنجازات المحققة اليوم، التي لا ينكرها إلا جاحد أو حاقد أو متآمر، لم تكن وليدة الصدفة، بل هي ثمار لجهود مضنية… ووضع المصلحة العليا للوطن أسمى الاعتبارات"، مشيرة إلى أن مسيرة بناء الجزائر الجديدة تستوجب اليوم "استجماع الهمم وشحذ العزائم وتوحيد جهود كافة الجزائريين".

وفي هذا الصدد، نقلت المجلة مقتطفا من رسالة رئيس الجمهورية بالمناسبة، حيث قال: "إن الجزائر السيدة، الأبية والمنتصرة تبني صرح حاضرها، وتتطلع بالعزم والعمل إلى مزيد من التنمية المستدامة… فإن الجزائر لا تقبل إطلاقا أن يكون ملف الذاكرة عرضة للتناسي والإنكار".

كما لم تغفل الافتتاحية الإشارة إلى "التهديدات الراهنة التي تستهدف وحدة الجزائر واستقرارها، وخاصة منها الحملات الإعلامية المضللة التي وصفتها بـ"أسلحة خطيرة"، محذرة من مخاطر "التضليل والدعاية الهدامة".

واستشهدت في هذا الإطار بتصريح الفريق أول السعيد شنڤريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الذي أكد خلال زيارته الأخيرة إلى الناحية العسكرية الرابعة أن: "الأخبار الكاذبة والتلاعب بالمعلومات أصبحت أسلحة فتاكة تستخدم لتحقيق أهداف سياسية مشبوهة".

وأضاف أن "التصدي للحملات المغرضة… واجب على كل وطني غيور على وطنه".

وفي ختام الافتتاحية، جاء التأكيد مجددا على أن التمسك بالذاكرة ليس مجرد واجب تاريخي، بل هو التزام يومي متجدد يحمي سيادة الأمة وكرامتها، وهي المهمة التي يضطلع بها الجيش الوطني الشعبي "سليل جيش التحرير الوطني"، إذ "يدرك تماما عظمة مسؤوليته، وهو يؤديها بكل تفان والتزام وإخلاص… متمسكا أشد التمسك بمبادئ وثوابت ثورة نوفمبر المجيدة، وبالقيم الوطنية النبيلة التي ضحى من أجلها أسلافنا الميامين."