الوطن

مجلس أساتذة التعليم العالي يخرج عن صمته بشأن منع التصريحات الصحفية

تداعيات مرتبطة بقضية أستاذ التاريخ محمد الأمين بلغيث.

  • 11777
  • 2:11 دقيقة
ح.م
ح.م

أبدى المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي (CNES) استنكاره للتعليمة التي أصدرها عميد كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة الشلف، حول منع أساتذة قسم التاريخ، من الإدلاء بأي تصريحات لوسائل إعلام أجنبية، دون إذن مسبق من الإدارة، والتي نفت بعض القراءات لاحقا وأوضحت مضمون الوثيقة.

ووصف المجلس في بيان أصدره، اليوم السبت، هذه الخطوة بـ"السابقة الخطيرة جدا" على المستوى الوطني والدولي و"من شأنها هز قيمة الجامعة الجزائرية على المستوى الدولي، وتجعلها محل سخرية وتنمر".

وأكد المجلس، الذي يترأسه عبد الحفيظ ميلاط، أنّ "الحريات الأكاديمية في الجزائر تُعد حقا دستوريا وإنسانيا أساسيا لأعضاء المجتمع الأكاديمي، وفق المادة 75 من الدستور الجزائري، وتمنحهم إمكانية ممارسة مهامهم الأكاديمية والبحثية بحرية ودون رقابة أو تحفظ، بشرط ألا يكون في ذلك مساس بالنظام العام أو حقوق الآخرين".وتشمل هذه الحريات، وفق التكتل، حرية البحث والتفكير والرأي والتعبير، وحرية التدريس واتخاذ القرار الأكاديمي، مشيرا إلى أنّ هذا "الفعل الغريب من عميد الكلية منعزل تماما عن سياسة الوزارة وحتى الجامعة"، محمّلا عميد الكلية الذي "أضر كثيرا بسمعة الجزائر أولا، ثم الجامعة الجزائرية ثانياً".

وطالب المجلس وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتدخل لوقف كل من يعبث بسمعة الجامعة الجزائرية، من خلال تعليمات ساذجة تمس بالحريات الدستورية الأكاديمية الجامعية، أو تمس بسمعة القلم المدافع عن الوطن، ثانيا.

وفيما يوحي بأنه ربط مع قضية الأستاذ الجامعي في التاريخ، محمد الأمين بلغيث، ضمنيا، قال البيان "إذا كان بعض الأساتذة الجامعيين، وهم نسبة قليلة جدا، تم تغليطهم من قبل الإعلام الخارجي، فإنّه وبالعكس فإن الأغلبية الساحقة من الأساتذة الجزائريين كانوا دوما صوت الجزائر الذي يصدح بالدفاع عن مبادئ الجزائر وعن سياستها الخارجية والداخلية".

وكانت كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الشلف، قد أصدرت تعليمة منعت فيها أساتذة قسم التاريخ، من الإدلاء بأي تصريحات لوسائل إعلام أجنبية دون إذن مسبق من الإدارة، مبررة أن القرار يهدف إلى حماية صورة المؤسسة وضمان انسجام الخطاب الأكاديمي مع توجهات الدولة، ما أحدث جدلا ورفضا في الوسط الجامعي، قبل أن تعود الكلية وتوضح، في بيان لها اليوم، أنها تعني التصريحات التي تتم باسم الجامعة.

  • الصورة : ح.م

    جامعة الشلف توضح...

    التوضيح يتمحور حول الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام الأجنبية دون ترخيص مسبق من إدارة الجامعة.

وأضافت بأنها "لم ولن تمنع، أعضاء هيئة التدريس من الإدلاء بتصريحات أو المشاركة في وسائل الإعلام الوطنية أو الأجنبية، وذلك احتراما لحرية التعبير التي يكفلها الدستور الجزائري".

وترتبط هذه القضية، ضمنيا، بقضية أستاذ التاريخ، محمد الأمين بلغيث، الذي أدلى بتصريحات لقناة إماراتية، تنفي وجود الأمازيغية في البلد وتعتبرها صناعة صهيوفرنسية، وقادته إلى ملاحقة قضائية، بتهم ثقيلة، وإيداع الحبس المؤقت، على أساس المساس بالوحدة الوطنية ونشر خطاب الكراهية، وغيرها من الجرائم التي تحدث عنها بيان لمحكمة الدار البيضاء بالعاصمة.