الوطن

وثائقي يكشف لأول مرة أسرار حول  التفجيرات النووية الفرنسية

جريمة ضد الانسانية غير قابلة للتقادم.

  • 2211
  • 3:07 دقيقة
الصورة: ح.م
الصورة: ح.م

كشف عمل وثائقي من تقديم وانجاز الصحفي محمد معلم بثه التلفزيون الجزائري، ليلة أمس الأربعاء، عن معلومات خطيرة حول الاشعاعات النووية الناجمة عن التفجيرات النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية من 1960 لغاية 1966.

وأظهر الفيلم الوثائقي لأول مرة جملة الإجراءات و الخطوات المتخذة من طرف الدولة الجزائرية بخصوص هذه الجريمة ضد الانسانية غير القابلة للتقادم.

وكشف فهد عرباوي خبير في الكيمياء عن وجود "مخطط لقياس الاشعاعات النووية في المناطق المحيطة بان ايكر بتمنراست مكان التفجيرات تحت أرضية ورقان مكان إجراء أربع تجارب سطحية وتجارب أخرى باستعمال البلوتونيوم، بالإضافة إلى تكفل الوكالة الوطنية لإعادة تأهيل مواقع التجارب النووية بتأمين المواقع وإزالة كل المواد والنفايات التي كان يستعملها السكان في انجاز مواد تقليدية، كما تم تكوين خبراء في قطاعي الفلاحة والبيئة لأخذ قياسات وتحليل الإشعاعات على الغطاء النباتي والرمال عن طريق مخبر متنقل مجهز بكل التجهيزات العلمية". 

وثمن عرباوي ما قامت به الوكالة ووزارة الدفاع الوطني من خلال تشييد حواجز لعزل منطقة ان ايكر التي تضم مساحة 38هكتار تنتشر فيها الإشعاعات النووية.

من جهته، أكد بوعلام شرشالي مدير مركزي لهياكل الصحة الجوارية بوزارة الصحة عن وضع  قائمة تضم  38 مرضا كمختلف السرطانات و منها 4 أمراض ناجمة عن التعرض للإشعاعات النووية، و بينت الدراسات بأن الأمراض تبقى تنتقل جينيا من جيل إلى أخر وتتسبب في إصابة طفل من أربعة مواليد بتشوهات وخاصة مع الزواج المختلط في المنطقة."

وأوضح بخصوص الإجراءات المتخذة للتكفل بالسكان القاطنين في هذه المناطق "قمنا بانجاز مركز لمتابعة و تشخيص الأمراض الناجمة عن الإشعاعات النووية بعين أمغل التي تنتمي إليها منطقة ان ايكر الخالية من السكان ويتكفل المركز المزود بجهاز سكانير بالتشخيص و تقوم بعثة أطباء مختصين من المؤسسة الصحية لتمنراست من التنقل أسبوعيا للمنطقة والتكفل بالحالات المسجلة ونفس المركز تم تشييده برقان وهو مزود بسكانير وجهاز الكشف بالرنين المغناطيسي قيد الانجاز لتسليمه سنة 2026 وتتوفر رقان على مركز لمكافحة السرطان للتكفل بالحالات محليا دون التنقل نحو وهران و مدن أخرى."

وقدر شلالي عدد الملفات المعالجة بـ 4 ألاف شخص استفادوا من التشخيص لحد الساعة، دون تقديم عدد حالات الإصابة بأمراض ناجمة عن التعرض للإشعاعات النووية. كما كشف عن تنظيم حملات توعية وتحسيس للسكان حول خطورة التعرض والاقتراب للمواقع التجارب وكذا استعمال المواد المشعة وحتى استهلاك النباتات والمياه الجوفية.

واستعرض حنافي بن علي المختص في الجيولوجيا "تاثيرات التفجير على جيولوجيا المنطقة والتشكيلات الصخرية وخاصة منطقة ان ايكر بعد فشل تفجير "بيريل" اثر خروج الحمم البركانية و السحابة النووية والإشعاعات التي أصابت المواد والمعادن النادرة المستعملة في إنجاز أدوات تقليدية وانعكاسات على المياه الجوفية في منطقة رقان وخاصة اكبر خزان عالمي  من المياه الجوفية في الطبقة الالبية  التي تشمل الجزائر و ليبيا وجزء من تونس على عمق 20 متر من السطح  والحمد لله اثبتت الدراسات أنها غير ملوثة لحد الآن حسب الدراسات و المتابعة المنجزة من طرف هيئات مختصة و مخاطر الاشعاعات حال دون مباشرة أشغال تنقيب على المحروقات ( الغاز) في حقل رقان و تمتد الخطورة لغاية تندوف و بشار مكان تواجد عدة مناجم كالنحاس المستغل منذ القدم".

وركزت المحامية بن براهم على أهمية هذا النقاش العلمي المفعم بالحقائق العلمية الدامغة لجريمة إنسانية غير قابلة للتقادم حسب القانون الدولي واتفاقية روما التي صادقت عليها فرنسا. يختبؤن وراء اتفاقيات ايفيان لكن المادة تنص على تجارب علمية و تفكيك التجهيزات العسكرية و فقط و ليس تجارب نووية."

ودعت المحامية والمساهمين في النقاش إلى جبهة موحدة تضم كل المختصين لإنشاء جمعية وطنية من أجل ارغام فرنسا على الاعتراف بجريمتها و مواجهتها في المحافل و المحاكم الدولية  لتسليم الخرائط الخاصة بمواقع الإشعاعات و كل الأرشيف الخاص بالتفجيرات النووية.

للتذكير تم عرض الفيلم الوثائقي على هامش أشغال الدورة الـ69 للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، المنعقدة بالعاصمة النمساوية فيينا، خصص لمناقشة آثار التجارب والتفجيرات النووية الفرنسية في الجنوب الجزائري وانعكاساتها على البيئة وصحة السكان، بمشاركة خبراء ومتخصصين.

وخلال النقاش، تم استعراض التدابير التي اتخذتها الجزائر لمعالجة الآثار السلبية لهذه التجارب النووية وتعزيز التنمية المستدامة في المناطق المتضررة، في إطار برنامج رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون.