الوطن

"الجزائر تحوز على ثلث مصانع الأدوية في إفريقيا"

رئيس الجمهورية يوجه كلمة للمشاركين في المؤتمر الوزاري الإفريقي للإنتاج المحلي للأدوية.

  • 2504
  • 3:09 دقيقة
الصورة: حمزة كالي "الخبر"
الصورة: حمزة كالي "الخبر"

أعلن، رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أن الجزائر تؤكد التزامها الثابت بمبادئ التضامن الإفريقي والتكامل الإقليمي انسجاما مع رؤيتها الرامية، إلى جعل "إفريقيا قارة قوية بسيادتها، موحدة بمصالحها ومتكاملة في تنميتها".

وأشار، في كلمة ألقاها نيابة عنه، الوزير الأول، سيفي غريب، اليوم، خلال افتتاح المؤتمر  الوزاري الإفريقي للإنتاج المحلي للأدوية وغيرها من تكنولوجيات الصحة بالمركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال" بالعاصمة، إلى أن احتضان المؤتمر الإفريقي للأدوية، جاء باختيار من منظمة الصحة العالمية، لعدة اعتبارات، من أبرزها الانجازات والإصلاحات التي تحققت في قطاع الصناعة الصيدلانية الجزائرية والقفزة النوعية التي يشهدها القطاع.

فمن غير المعقول، يضيف الرئيس، أن: "تظل القارة الإفريقية، مركز الثروات ومنشأ الكفاءات التي تستفيد منها كل دول العالم، تعاني من التبعية وتستورد بصفة شبه كلية جميع احتياجاتها الصحية، في حين هي في أمسّ الحاجة إلى توطين تصنيع الأدوية الأساسية واللقاحات والأجهزة الطبية والمواد الأولية، والتي تعد من الأولويات السيادية حفاظاً على صحة شعوبها، في ظل المتغيرات الحالية والعوامل التي تهدد أمنها الصحي."

و شدد رئيس الجمهورية، على أن الجزائر اختارت أن تكون الصناعة الصيدلانية،  قطاعا استراتيجيا وأولوية وطنية، في مسار تحقيق الأمن الصحي، مخصصة لهذا القطاع منذ سنة 2020، وزارة مستقلة بذاتها، تعمل على تنفيذ إصلاحات هيكلية عميقة، شملت تطوير الإطار التنظيمي وتسهيل الاستثمار وتشجيع الشراكات، زد الى ذلك، يقول الرئيس، دعم البحث و التطوير، وهو ما مكن من رفع نسبة التغطية الوطنية بالدواء المنتج محليا، إلى أكثر من 80 بالمائة، مع توجه متزايد نحو التصدير إلى الأسواق الإفريقية.

و قال في ذات السياق، بأن الجزائر، تمتلك ما يربو عن ثلث المؤسسات الصيدلانية في القارة الإفريقية، فمن بين  649 مصنعا بالقارة الإفريقية، يقول الرئيس،  يوجد حوالي 230 مصنعا بالجزائر، فضلا عن أكثر من 100 مشروع جديد قيد الإنجاز.

ويأتي تنظيم هذا المؤتمر، حسبه، بعد النجاح الباهر الذي تحقق بالجزائر، مطلع شهر سبتمبر من هذه السنة، بمناسبة تنظيم الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية، والذي عرف مشاركة واسعة للدول الإفريقية، وتُوج، حسب الرئيس،  بإبرام عقود تجارية ومشاركات استثمارية ستعود كلها بالفائدة على شعوب القارة.

وأضاف بان تنظيم هذا المؤتمر بالجزائر،  بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، يهدف إلى تعزيز الصناعة في إفريقيا، لضمان الوصول العادل للأدوية واللقاحات، لكل شعوب القارة، من خلال أنظمة صحية مرنة، والتمكن من الحصول على منتجات صيدلانية آمنة وفعالة وماسورة التكلفة.

و حسب رئيس الجمهورية،  فان التحديات التي يشهدها العالم اليوم، في ظل التحولات السريعة والعوامل الإستراتيجية على المستوى القاري والدولي، أدت إلى تزايد الضغوطات على سلاسل التموين والتزويد بالأدوية واللقاحات، والذي لا يعدّ مجرد قضية تقنية أو إضافية، يقول الرئيس، بل هو في صميم الانشغالات التي توليها جميع الدول، وحتى المنظمات والوكالات الدولية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية عناية خاصة، نظرا لانعكاساتها المباشرة على التكفل بالمرضى والحفاظ على الأمن الصحي العالمي.

و هو  ما ينسجم مع الغاية من هذا المؤتمر، الذي يندرج، حسب الرئيس، في إطار رؤية الاتحاد الإفريقي 2063، ويشكل مساهمة فعالة، في تنفيذ الإستراتيجية الإفريقية للصناعات الصيدلية،  الرامية لتامين اغلب احتياجات شعوب القارة،  من الأدوية واللقاحات والتكنولوجيات الصحية.

فالجزائر، حسبه، وهي تحتضن هذا الحدث القاري، تؤكد التزامها الثابت بمبادئ التضامن الإفريقي والتكامل الإقليمي، انسجاماً مع غايتها إلى جعل إفريقيا قارة قوية بسيادتها، موحدة لمصالحها، ومتكاملة في تنميتها، وهو ما ينسجم مع الغاية من هذا المؤتمر الذي يندرج في إطار رؤية الاتحاد الإفريقي 2063، ويشكل مساهمة فعالة في تنفيذ الاستراتيجية الإفريقية للصناعات الصيدلانية الرامية لتأمين أغلب احتياجات شعوب القارة من الأدوية واللقاحات والتكنولوجيات الصحية.

و لم يفوت رئيس الجمهورية، المناسبة، ليثمن دور منظمة الصحة العالمية، في التحضير لهذا الحدث، إضافة الى المنظمات والوكالات الدولية والإقليمية، والقطاعات الوزارية الوطنية المعنية، ومختلف المتدخلين، معبرا، عن أمله، في أن يكون هذا المؤتمر منعرجا حقيقيا في مسار توطيد التعاون الإفريقي في المجال الصحي والصناعي، وذلك من خلال "إعلان الجزائر" الذي سيتوج أشغال هذا المؤتمر.

وسيكون الإعلان، بدون شك، يقول الرئيس، بمثابة ميثاق للدول الإفريقية لتعزيز الإنتاج المحلي للأدوية، ويضع أسس شراكات عملية ،تضمن لشعوب القارة الحق في الدواء، والحق في الصحة، والحق في التنمية، "لتكون إفريقيا قادرة على إنتاج دوائها، وضمان صحة أبنائها، وتحقيق سيادتها".