الوطن

"الجزائريون حموا اليهود والدعاية المضللة استغلت هدم كنيس باب الوادي"

الباحث مهدي براشد تحدث أيضا في عدد جديد من برنامج "يمين ويسار"، عن القصبة وعمر الزاهي.

  • 2469
  • 1:36 دقيقة

في هذا الجزء الثاني من برنامج "يمين ويسار" على قناة "الخبر تي في"، يتوقف الباحث في التراث الشعبي، مهدي براشد، عند حياة اليهود في الجزائر، بمناسبة الضجة التي رافقت هدم الكنيس المتهالك في باب الوادي.

 ويروي الباحث سبب وجود النجمة السداسية في بعض معالم القصبة، ويؤكد أن الجزائريين حموا اليهود خلال فترات اضطهادهم حتى بعد حصولهم على الجنسية الفرنسية بموجب مرسوم "كريميو" الشهير خلال القرن التاسع عشر، وما تلا ذلك من تحولات خلال فترة حكومة فيشي الموالية للنازية والتي كانت لها انعكاسات على وضع اليهود في الجزائر أيضا.

 ويمتد النقاش إلى كنوز العاصمة المنهوبة، خاصة مدفع بابا مرزوق الذي سلبه الاستعمار الفرنسي، والرمزية التي يحملها، ثم يسرد بعضا من تاريخ القصبة الثوري الممتد، ويرد على محاولات اليميني المتطرف، إيريك زمور، إنكار المظاهر المدنية في الجزائر قبل الاستعمار.

 يتناول براشد جدلية الوجود العثماني في الجزائر، بين من يعتبره حماية ومن يراه احتلالا.. يشير إلى أن طريقة مغادرة الداي حسين كانت مسيئة وتدل على عدم ارتباطه بالجزائر، على عكس أحمد باي في قسنطينة الذي قاوم، ويرجع السبب إلى وجود عرق جزائري ينبض في عروقه، فأمه جزائرية.

 على خلاف كثيرين، يبدي الباحث تحفظه على فيلم "معركة الجزائر" الذي صنع مخيال الجزائريين لعقود عن القصبة، معتبرا أنه قدّم صورة مشوهة عنها، فقد أظهرها كمدينة ميتة بلا حياة.

لا يمكن الحديث عن القصبة وتراثها دون وصلات من الشعبي، ليس بالموندول ولكن بلسان مهدي الذي يحفظ تاريخ هذا الفن عن ظهر قلب ويردده كأنه يتلو "القصيد".

 يؤكد الباحث حتمية بقاء الشعبي، لأن أغانيه مرتبطة بالطقوس الدينية، خاصة حفلات الزواج. يستعرض بعضا من حياة أساطين شيوخه ويروي كيف وثّق الحاج امحمد العنقى رحلته إلى الحج، التي تمت بفضل مولودية الجزائر، على متن سفينة "المندوزا" زمن الاستعمار.. ويلمح هنا تشابها غريبا مع ما وثقه كاتب ياسين في رحلة مشابهة! كما يتحدث عن عمر الزاهي، زهده وتعففه عن المسؤولين، ويؤكد أنه لم يشهد في حياته جنازة تضاهي تلك التي رافقت "عميمر" إلى مثواه الأخير.

 الكثير من التاريخ بلسان مختلف يغرف من مرويات الناس وحكاياهم في هذا العدد.