"العمال هم الركيزة الأساسية لحماية الجبهة الداخلية"

شدّد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، أعمر تاقجوت، على الدور المحوري الذي تلعبه النقابات في حماية المؤسسات ودعم الاقتصاد الوطني، مؤكدا أن النظرة السلبية التي يتبنّاها بعض أصحاب المؤسسات تجاه التنظيم النقابي لا تعكس الواقع الحقيقي.

 وقال تاقجوت، خلال مشاركته في حفل تدشين المقر الإداري الجديد لشركة "دانون جرجرة الجزائر" بالمنطقة الصناعية في بلدية أقبو ببجاية، اليوم الأربعاء، إن الطبقة العاملة هي الركيزة الأساسية لحماية الجبهة الداخلية للبلاد، مضيفا أن النقابات العمالية، سواء في القطاع العمومي أو الخاص، "تساهم بشكل مباشر في تطوير وتقدّم المؤسسات، باعتبارها فضاء للحوار وتنظيم العلاقات المهنية بما يضمن استمرارية الإنتاج".

 وفي كلمته، عاد تاقجوت إلى حادثة مرّت عليه قبل سنوات مع أحد رجال الأعمال في بجاية، قائلا: "تقدّم إليّ عمال إحدى الشركات التي تملك مصنعين في بجاية وسطيف، من أجل التدخل لتحرير معدات كانت محجوزة لدى الجمارك. حتى مسؤولو الشركة طلبوا مني المساعدة. بذلت كل الجهود الممكنة، وتمكّنا من استرجاع تلك المعدات".

وأوضح أنه، وبعد حلّ القضية، طلب من صاحب المؤسسة، وهو رجل أعمال محترم، السماح للعمال بإنشاء نقابة، إلا أن الأخير رفض رغم اعترافه بالدور الكبير الذي لعبته المركزية النقابية في استرجاع المعدات. وأضاف تاقجوت أن هذا المسؤول لا يزال إلى اليوم يمنع عماله من إنشاء نقابة داخل المؤسسة.

 وأكد تاقجوت في كلمته أن الكثير يتحدثون عن ضرورة تقوية الجبهة الداخلية للوطن، "لكن ذلك لا يمكن تجسيده دون تنظيم المؤسسات"، معتبرا أن المؤسسات غير المنظمة تبقى هشّة وضعيفة، بينما المؤسسات المنظمة هي ما يترجم فعليا مفهوم "المؤسسات المواطنة".

 وخاطب تاقجوت رجال الأعمال وأصحاب المؤسسات الذين حضروا الحفل، داعيا إياهم إلى تنظيم أنفسهم وتكثيف الحوار الاجتماعي مع الشركاء الاجتماعيين، من أجل تقوية مؤسساتهم وتعزيز قدرتها التنافسية.

 كما شدد الأمين العام للمركزية النقابية على أن الحوار الحقيقي بين الإدارة والعمال هو السبيل الأمثل لدعم الاقتصاد الوطني، ومواجهة التحديات والتهديدات التي تعرفها الساحة الاقتصادية.