الوطن

المدرسة الجزائرية في منعطف الإصلاح

تعديلات بيداغوجية وتنظيمية تشمل الابتدائي والمتوسط، واعتماد الرقمنة لضبط الأفواج وتسيير الموارد البشرية.

  • 2562
  • 2:46 دقيقة
الصورة: ح.م
الصورة: ح.م

أقرت وزارة التربية الوطنية جملة من التعديلات والإجراءات التنظيمية والبيداغوجية، في سياق التحضير للدخول المدرسي الجديد، شملت بالدرجة الأولى الطور الابتدائي، حيث أفرجت عن نموذج معدل لتوزيع حصص اللغة العربية في السنتين الرابعة والخامسة ابتدائي، بما ينسجم مع التعديلات التي اعتمدت سابقا في السنة الثالثة، وذلك في إطار تحسين ممارسات تعليمية تهدف إلى تجويد تدريس هذه المادة الأساسية.

أما فيما يتعلق بتوجه الوزارة لاعتماد اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية أولى، فقد تم ضبط الترتيبات الخاصة بتنصيب المنهاج الجديد في السنة الأولى متوسط، عبر توفير كتاب مدرسي جديد للتلميذ ودليل بيداغوجي موجه للأستاذ، إضافة إلى سند سمعي يتضمن مقاطع صوتية لخطابات شفوية، على أن يدرّس هذا المنهاج بمعدل ثلاث ساعات ونصف أسبوعيا.

وفي الشق التنظيمي، شددت الوزارة على ضرورة الالتزام الصارم باستخدام النظام المعلوماتي على جميع المستويات، سواء بالإدارة المركزية أو مديريات التربية عبر الوطن، باعتباره المرجع الوحيد للمعلومة الرسمية.

وفي هذا الإطار، تم حجز الأفواج التربوية للسنة الدراسية 2025-2026 على الأرضية الرقمية، بما يتيح لمديري المؤسسات تسجيل التلاميذ الجدد وضبط مقاعد السنة الأولى ابتدائي، إلى جانب إدراج الأفواج الخاصة بأقسام التربية التحضيرية وضبط التنظيم التربوي لمادتي الإنجليزية والتربية البدنية في المرحلة الابتدائية.

كما سمحت الوزارة بفتح باب التحويلات بين الولايات لتعزيز الموارد البشرية وأقرت حديثا إجراءات جديدة تتيح التبادل بين الأساتذة داخل الولاية نفسها، وفق ضوابط دقيقة وتحت إشراف مباشر من المصالح المركزية.

موازاة مع هذه التدابير، باشر مديرو التربية، منذ نهاية أوت الماضي، عقد اجتماعات دورية مع مفتشي الأطوار التعليمية الثلاثة ومديري المؤسسات، قصد ضمان الانطلاقة السلسة للدروس منذ اليوم الأول، مع التركيز على استكمال التنظيم التربوي بما يتماشى مع المواقيت والتغييرات الجديدة.

وفي الجانب اللوجستي، أولت الوزارة أهمية خاصة لتهيئة المؤسسات التربوية، من خلال تحسين النظافة وتوفير بيئة مدرسية آمنة وصحية، إلى جانب استكمال تجهيز المطاعم المدرسية.

وقد وجه الوزير بفتح هذه الأخيرة منذ اليوم الأول للدخول المدرسي لتقديم وجبات ساخنة، بالتنسيق مع الجماعات المحلية، تحقيقا لمبدأ تكافؤ الفرص بين التلاميذ، كما شدد على ضرورة توفير النقل المدرسي بالكثافة والتوقيت المناسبين لتفادي أي انقطاع في التمدرس.

أما بخصوص الكتاب المدرسي، فقد انطلقت عملية بيعه عبر نقاط البيع التابعة للديوان الوطني، في حين باشرت المؤسسات توزيع الكتب المجانية على المستفيدين من منحة 5000 دينار وأبناء موظفي القطاع.

من جانب آخر، تواصل مديريات التربية دراسة ملفات التحويلات والتسجيلات الرقمية، سواء الاستثنائية في السنة الأولى ابتدائي أو الخاصة بالتحضيري، ابتداء من 28 سبتمبر الجاري، مع ضمان توفير كل المعلومات للأولياء بشفافية.

كما تم تكليف المفتشين بزيارات ميدانية لتفقد جاهزية المؤسسات تربويا وإداريا ولوجستيا، مع رفع أي نقائص لتصحيحها في آجالها المحددة.

الإصلاح يمتد إلى السنتين الرابعة والخامسة ابتدائي

قررت وزارة التربية اعتماد نموذج معدّل لتوزيع حصص اللغة العربية، خلال الأسبوع، في السنتين الرابعة والخامسة ابتدائي، بما ينسجم مع ما تم اعتماده في السنة الثالثة.

وفي هذا الإطار، وجهت وزارة التربية مراسلة إلى مصالحها الولائية، تحمل رقم 213، أكدت فيها أن التعديل الجديد يدخل في إطار مسعى تجويد ممارسات تعليمية للغة العربية، في السنتين الرابعة والخامسة من التعليم الابتدائي وبهدف تحقيق توازن أكبر بين مختلف ميادينها، لاسيما فهم المنطوق والتعبير الشفوي وفهم المكتوب والتعبير الكتابي، إضافة إلى إرساء التدرج المنهجي في تعلم اللغة العربية وتعزيز حصص الفهم المكتوب والتعبير الكتابي وتحقيق الانسجام والتكامل بين مختلف الأنشطة.

وبناء على ذلك، أمرت مصالح الوزير سعداوي بتوجيه تعليمات إلى مفتشي التعليم الابتدائي لمرافقة الأساتذة في تفعيل هذا المخطط، من خلال برمجة وتنظيم ندوات تربوية وأيام دراسية حول مختلف الجوانب المتعلقة بالتعديلات المدرجة، وذلك خلال الفترة التي تلي الدخول المدرسي 2025/2026 مباشرة، في إطار السيرورة العادية للتكوين أثناء الخدمة.